اليمن.. الانتقالي الجنوبي يسخر من دعوة مسؤولين كبار في "الشرعية" لطرد الإمارات من التحالف

عدن (ديبريفر)
2019-09-15 | منذ 3 سنة

شعار المجلس الانتقالي الجنوبي

سخر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات العربية المتحدة في اليمن، اليوم الأحد، من دعوة ثلاثة مسؤولين في "الشرعية" اليمنية، إلى طرد الإمارات من التحالف الذي تقوده السعودية في بلادهم، ومحاكمتها دولياً على ما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين، حد قولهم.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، في تغريدتين على "تويتر" رصدتهما وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، في رده على المسؤولين الثلاثة: "لا تبكوا على من مات، ابكوا على من قل عقله". وأضاف في تعليق ساخر على لسانهم: "كنا حكومة ونصدر قرارات، واليوم صرنا معارضة ونصدر بيانات!".

وأردف العولقي الذي وصف المسؤولين الثلاثة بـ"المطرودين" قائلاً: "قالوها لكم بوضوح: السعودية لا تستغني عن الإمارات فهي شريكنا الرئيسي في ملفات المنطقة والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا وباكستان والهند والصين وروسيا والدوائر الغربية:".

كما سخر القيادي الانفصالي من دعوة المسؤولين الثلاثة لتشكيل "جبهة وطنية واسعة للدفاع عن اليمن التي تتعرض إلى مخاطر التمزيق والتفتيت نتيجة لأطماع بعض القوى الإقليمية وعملائها في الداخل". وقال العولقي تعليقاً على ذلك: "شكلوا جبهتكم غير الوطنية وستحظى بدعم إيران وتركيا وقطر وسيبقى التحالف العربي صمام أمان المنطقة".

وفي وقت سابق من اليوم الأحد طالب بيان مشترك حمل توقيع كلاً من مستشار الرئيس اليمني، نائب رئيس مجلس النواب (البرلمان) عبد العزيز جباري، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، بطرد دولة الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومحاكمتها دولياً على ما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين.

وأكد البيان المشترك للمسئولين الثلاثة الذين انتقلوا إلى العاصمة المصرية القاهرة قادمين من العاصمة السعودية الرياض، على دعمهم للشرعية اليمنية واستمرار النضال حتى استعادة مؤسسات الدولة في جنوبي البلاد، وتوحيد الصف في مواجهة "الانقلاب الحوثي".

وشدد البيان على "ضرورة إنهاء مشاركة دولة الإمارات في تحالف دعم الشرعية كونها انحرفت عن الأهداف التي من أجلها دُعي التحالف لإسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي".

واعتبر المسؤولين اليمنيين الثلاثة في بيانهم، أن الإمارات "تبنت ودعمت انقلاب مماثل على الشرعية في عدن، وتبنت ودعمت ولا تزال، مشاريع تمزيق اليمن ونسيجه الوطني والمجتمعي من خلال إنشاء وتسليح مليشيات تابعة لها خارج إطار مؤسسات الدولة اليمنية وإداراتها".

وأدانوا استهداف الطيران الحربي الإماراتي لقوات الحكومة اليمنية "الشرعية"، وأكدوا على قيام الحكومة بمقاضاة الإمارات أمام المحاكم الدولية وفتح ملفات الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب في المحافظات الجنوبية خلال الأربع سنوات الماضية، وذلك في إشارة إلى تقارير وتحقيقات تؤكد تورط الإمارات وقوات موالية لها في ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان.

ودعا البيان كافة القوى والشخصيات الوطنية في داخل اليمن وخارجها، إلى "تشكيل جبهة وطنية واسعة للدفاع عن الجمهورية اليمنية، التي تتعرض اليوم إلى مخاطر التمزيق والتفتيت نتيجة لأطماع غير مشروعة لبعض القوى الإقليمية وعملائها في الداخل".

وتعهد المسؤولون اليمنيون الثلاثة، بأنهم سيقومون بواجبهم الوطني مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

وقصفت طائرات إماراتية في ٢٩ أغسطس الفائت قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ من الشهر ذاته، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".

وفي اليوم ذاته دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".

وتتهم الحكومة اليمنية دولة الإمارات بالانحراف عن أهداف التحالف ودعمها المجلس الانتقالي الجنوبي في ما تسميه "تمرد وانقلاب" عليها، إثر سيطرة قواته على مدينة عدن وثلاث محافظات مجاورة.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

إلى ذلك أكد مسؤول يمني بارز، اليوم الأحد، أن اليمن بحاجة لمؤتمر وطني جامع بهدف دعم الشرعية في مواجهة الإنقلاب الحوثي، حد تعبيره.

وقال مستشار الرئيس اليمني عبدالملك المخلافي، في تغريدة على تويتر: "اليمن بحاجة إلى مؤتمر وطني جامع يلتزم المرجعيات لدعم وتعزيز الشرعية وصياغة برنامج وطني يكتل الجهود لمواجهة انقلاب الحوثي والتحرير".

وذكر المخلافي، وهو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، أن على هذا المؤتمر الوطني أن "يعيد صياغة عمل الحكومة وأجهزة الدولة ويؤدي الى حكومة مصغرة ويمنحها الزخم والتأييد اللازمين داخليا وخارجيا لإنجاز المهام الوطنية في هذه المرحلة".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet