صحف بريطانية: هجوم أرامكو هز ثقة العالم في السعودية ويحبط أي محادثات تمهد للسلام في اليمن

لندن (ديبريفر)
2019-09-16 | منذ 4 سنة

صورة بالأقمار الصناعية نشرتها واشنطن توضح الضربات التي استهدفت منشآت أرامكو

Click here to read the story in English

قالت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الإثنين إن التصريح الجريء لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن إيران مسؤولة عن الهجمات على منشأتين سعوديتين للنفط لم يأتِ مدعوماً بأدلة، ولكنه يخمد أي احتمال بأن ترامب سيبحث أي لقاء مع طهران في القريب العاجل أو أن يجري مباحثات تمهد للسلام مع الحوثيين في اليمن.

وأضافت الصحيفة في تحليل لباتريك وينتور بعنوان "التوصل إلى اتفاق سلام مع إيران يحد من قدرة الميليشيات أصبح أمراً غير محتمل"، أن أوروبا لم توجه أصابع الاتهام لأي جانب حتى هذه اللحظة.

وأوضحت أن بريطانيا في تصريحها الذي أدان الهجوم لم توجه اللوم بصورة مباشرة إلى إيران ولكنها دعت فقط الحوثيين إلى أن يكفوا عن أنشطتهم.

منعطف خطير

فيما اعتبرت صحيفة التايمز في افتتاحيتها بعنوان "ضرب النفط: الهجوم على أكبر منشأة نفطية سعودية يزيد من عدم استقرار المنطقة"، أن الهجوم "تصعيد غير حكيم من إيران أو أحد عملائها بالوكالة، ولن يساعد في جلب السلام أو الاستقرار إلى المنطقة".

وقالت الصحيفة إن الخليج كان مسرحاً لعدد من الأبطال والكثير من الأشرار في الأعوام الأربعة الماضية، التي شنت فيها السعودية حملة دامية على اليمن ضد الحوثيين، الذين يوجه لهم الاتهام بخروقات لحقوق الإنسان ويدعمهم النظام الإيراني .

وأضافت أن النظام الإيراني "عاقد العزم على تقويض التحالف الغربي عامة وإسرائيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص، بحس مغامرة عسكري خطر وبرنامج نووي مثير للاستفزاز".

ورأت التايمز أن الأمور اتخذت منعطفاً خطراً السبت عندما تعرضت أكبر منشأة سعودية لمعالجة النفط في بقيق إلى هجوم أدى إلى خفض إنتاج النفط الخام في السعودية إلى النصف.

وأشارت إلى أن الهجوم أدى إلى خفض إنتاج العالم من النفط بنسبة خمسة في المئة، وأن أقل تأثير لذلك سيكون إثارة القلق في الأسواق العالمية، فعندما ينخفض إنتاج النفط، يمتد تأثير ذلك إلى محطات التزود بالوقود والمصانع وأسواق الأسهم.

وقالت الصحيفة إنه إضافة إلى التأثير الاقتصادي للهجوم، فإن الضربات ستزيد من العداء إزاء إيران في كل من البيت الأبيض وفي السعودية.

وأفادت أنه بعد إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، المعروف بميوله المتشددة، كان يبدو أن الولايات المتحدة تتأهب لنوع من التقارب مع طهران، تأهباً لحملته الانتخابية لإعادة انتخابه عام 2020.

ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب أراد التباحث مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كما وردت تقارير عن بحثه تخفيف العقوبات على إيران. واستدركت أن ذلك التقارب أصبح غير مرجح الآن بعد الأحداث الأخيرة في السعودية.

الهجوم هز ثقة العالم في السعودية

من جهتها رأت صحيفة فاينانشال تايمز أن الهجوم على منشأتي النفط في السعودية كشف نقاط الضعف في سوق النفط العالمي، وهز ثقة العالم في السعودية كأكبر منتج يعتمد عليه في العالم للنفط.

وقالت فاينانشال تايمز في تقرير لديفيد شيبارد وأنجيلي رافيل بعنوان "الهجوم يهدد الثقة في إمدادت النفط السعودية"، إن السؤال المباشر الآن هو كم من الوقت ستحتاجه السعودية للعودة إلى قدرتها الكاملة على إنتاج النفط. وما إذا كان بإمكانها حتى ذلك الحين أن تضغط على بنيتها الحالية لتعويض الإنتاجية المفقودة حتى يتم إصلاح الخسائر في المنشآت المتضررة.

وأشارت إلى أن القضية الأهم بالنسبة للمتعاملين في أسواق النفط وللاقتصاد العالمي بصورة عامة هي تحطم صورة السعودية كالدولة التي لا تتأثر ولا تهتز ولا يختل إنتاجها للنفط.

وأَضافت الصحيفة أن أسواق النفط العالمية الآن يجب عليها أن تفكر في أن أعداء السعودية في المنطقة لديهم القدرة على شن هجمات في أعماق المملكة، وتهديد بنيتها التحتية وحقول نفطها.

وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، في الساعات الأولى من يوم السبت الفائت، لهجوم من طائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت تابعة للشركة.

وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 مليون برميل يومياً.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet