هددت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، مساء يوم الاثنين، بشن هجمات على منشآت وشركات النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد يومين فقط، من إعلانها مسؤوليتها عن هجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين بطائرات مسيرة، وذلك في مؤشر على إمكانية تصاعد وتيرة الصراع في المنطقة بعد زهاء أربع سنوات ونصف من الحرب في اليمن.
واعتبر قائد عسكري رفيع بقوات وزارة الدفاع التابعة لحكومة الحوثيين في صنعاء، أن استهداف قواته لحقلي ومعامل النفط التابعين لشركة أرامكو شرقي السعودية، السبت الماضي، "رسالة قوية يجب أن تقرأها الإمارات أيضاً".
القائد العسكري الذي صرح للموقع الإلكتروني لقناة "الميادين" التابعة لحزب الله اللبناني المتحالف مع الحوثيين، دون أن يكشف الموقع عن اسمه، حذّر "الإمارات وشركاتها النفطية وناطحات السحاب في دبي وأبوظبي وإمارات أخرى بأنها ستكون ضمن أهدافنا المستقبلية" حد قوله.
وقال القائد العسكري الحوثي إن على الإمارات أن "تنسحب بشكل رسمي من معركة تدمير اليمن والكف عن ارتكاب المجازر بحق أهله"، مضيفاً أن "الإجراءات الشكلية وإعلان الانسحاب من بعض المحاور لن يمنعنا من استهداف شركات النفط الإماراتية".
واعتبر أن أي استهداف عسكري يمني ضد أهداف في الإمارات "يأتي ضمن الحق المشروع لوقف العدوان والمجازر في اليمن" بحسب وصفه.
جاء تصريح القائد العسكري الحوثي، في وقت أثيرت فيه تساؤلات عدة عن أسباب اقتصار التصعيد العسكري للحوثيين على السعودية فقط، بما فيها من أهداف عسكرية واقتصادية وحيوية بالغة الأهمية وعدم تنفيذ تصعيد مماثل يستهدف الإمارات، كونها ثاني دولة رئيسية مشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" في اليمن في حربها ضد الحوثيين.
وسبق التهديد الجديد للإمارات، تهديد آخر أطلقه المتحدث العسكري باسم قوات جماعة الحوثيين العميد يحيى سريع في وقت سابق من يوم الاثنين، بشن مزيد من الهجمات على منشآت شركة أرامكو السعودية، التي أعلنت استهدافها السبت الماضي بعشر طائرات مسيرة، رغم إعلان مسؤولين أمريكيين أن نطاق ودقة الهجمات يظهران أنها لم تكن من تنفيذ الجماعة الموالية لإيران.
وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثيين في بيان إن "عملية توازن الردع الثانية التي استهدفت مصفاتي بقيق وخريص تم تنفيذها بعدد من أنواع الطائرات والتي تعمل بمحركات مختلفة وجديدة مابين عادي ونفاث".
وحذر سريع الشركات والأجانب من التواجد في معامل أرامكو التي استهدفتها ضربات الجماعة "لأنها لاتزال تحت مرمانا وقد يطالها الاستهداف في أي لحظة" حد قوله.
وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، في الساعات الأولى من يوم السبت الفائت، لهجوم من طائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 مليون برميل يومياً.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وخلّفت الحرب في اليمن أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".