واشنطن تبلغ المملكة بأنها تدرس كل الخيارات بعد الهجوم

ترامب يتهم إيران مجدداً باستهداف أرامكو ويقول : لا نريد حرباً مع طهران لكننا مستعدون لها

واشنطن - الرياض (ديبريفر)
2019-09-17 | منذ 3 سنة

ترامب يستقبل ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين، إنه يبدو أن إيران مسؤولة عن الهجمات على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو شرقي السعودية، لكنه أكد أنه ليس في عجلة من أمره للرد ولا يزال يسعى إلى معرفة المسؤول عن الهجوم.
وذكر ترامب للصحفيين في البيت الأبيض أنه "يبدو" أن الجمهورية الإسلامية هي من استهدف المنشأتين النفطيتين في السعودية، لكنه أفاد أن واشنطن تريد أن تعرف "بشكل مؤكد" هوية من يقف وراء الهجوم، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستساعد السعودية.
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة لا تريد حرباً مع إيران، لكنها في الوقت نفسه أكثر استعداداً للحرب من أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن واشنطن لديها الكثير من الخيارات للرد على الهجوم، غير أنه رفض تحديد أي الخيارات يدرسها..
واعتبر الرئيس الأمريكي، أن الخيار الدبلوماسي ما زال قائماً مع طهران، "والإيرانيون يريدون عقد صفقة".
وألقى عدة مسؤولين في الحكومة الأمريكية، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الطاقة ريك بيري، المسؤولية على طهران في الهجوم الذي قلص إنتاج النفط الخام العالمي بواقع خمسة في المئة.
ونفت إيران هذا الاتهام وقال الرئيس الإيراني إن الهجوم نفذه "الشعب اليمني" رداً على هجمات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن خلال الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف. ووصف روحاني هجمات الحوثيين على السعودية بأنها "دفاع عن النفس".
وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، السبت الفائت، لهجوم من طائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
وألحق الهجوم أضراراً بأكبر معمل تكرير للنفط في العالم وأدى إلى أكبر ارتفاع في أسعار النفط منذ نحو 30 عاماً.
وكان مسؤول أمريكي كبير قال يوم الأحد، إن نطاق ودقة الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين، يظهران أنها لم تكن من تنفيذ الحوثيين، وإن الأدلة تبين أن منطقة الإطلاق كانت في الاتجاه الغربي والشمالي الغربي للأهداف - ناحية إيران - وليس اليمن في الجنوب.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه توجد 19 نقطة تعرضت للضرب في الهجوم، وأن المسؤولين السعوديين رأوا دلائل على استخدام صواريخ كروز في الهجوم الأمر الذي لا يتسق مع زعم الحوثيين بأنهم نفذوه بعشر طائرات مسيرة.
وأَضاف المسؤول الأمريكي في حديث مع الصحفيين "لا يوجد شك في أن إيران مسؤولة عن هذا. مهما تحاول أن تغير ذلك، لا مجال للهروب. لا احتمال آخر. الدليل يشير إلى أنه لا يوجد اتجاه آخر غير مسؤولية إيران عن هذا".
ونشرت واشنطن الاثنين صوراً جوية التقطت بالأقمار الصناعية، قالت إنها لأعمدة دخان في منشأتي بقيق وخريص .
واشنطن تدرس كل الخيارات بعد الهجوم
في السياق ذاته، أبلغ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي، مساء الاثنين أن الولايات المتحدة تدرس كل الخيارات المتاحة بشأن كيفية الرد على هجوم منشأتي النفط.
و ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أن إسبر أكد لولي العهد دعم واشنطن الكامل للسعودية عقب الهجمات.
وفي وقت سابق أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر أن الولايات المتحدة "ستدافع عن النظام الدولي" الذي "تقوضه إيران" بعد "الهجوم غير المسبوق" على المنشآت النفطية في السعودية.
وقال اسبر، على تويتر مساء الاثنين إنه حضر اجتماعاً في البيت الأبيض مع الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين آخرين كبار لتقييم الأوضاع.
والأحد الفائت، لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على "تويتر" بإمكانية التحرك العسكري رداً على الهجمات، قائلاً إن "إمدادات النفط السعودية تعرضت لاعتداء. هناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف المجرم، ومتأهبون للرد حسب التأكيد، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة عمن يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم، وتحت أي شروط سنتحرك".
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي  "تحدثت نهاية الأسبوع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع العراقي نجاح الشمري حول الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية".
وأكد أن الجيش الأمريكي يعمل مع "شركاء" الولايات المتحدة للرد على هذا "الهجوم غير المسبوق".
واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران السبت بأنها مسؤولة عن الهجمات، قائلاً إنه لا يوجد أدلة على أنها انطلقت من اليمن رغم إعلان جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عنها.
خبراء دوليين وأمميين
إلى ذلك، أعلنت السعودية، مساء الإثنين، اعتزامها دعوة خبراء دوليين وأمميين للمشاركة بتحقيقات الهجوم على منشأتي أرامكو شرقي المملكة.
ووصفت الخارجية السعودية، في بيان، الهجوم بأنه "اعتداء تخريبي غير مسبوق".
وذكر البيان أن "منشآت إمدادات النفط للأسواق العالمية في المملكة تعرضت إلى هجوم السبت الماضي نتج عنه توقف حوالي 50% من إنتاج أرامكو".
وأضافت الخارجية السعودية أن "التحقيقات الأولية أشارت إلى أنه استخدم في الهجمات أسلحة إيرانية والعمل جار على التحقق من مصدر تلك الهجمات".
وأدانت المملكة "هذا الاعتداء الجسيم الذي يهدد السلم والأمن والدوليين، وتؤكد أن الهدف من هذا الهجوم موجه بالدرجة الأولى لإمدادات الطاقة العالمية، وهو امتداد للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لأرامكو باستخدام أسلحة إيرانية".
ودعت السعودية، المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في إدانة من يقف وراء ذلك، والتصدي بوضوح لهذه الأعمال الهمجية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي".
وأكدت أنها "ستقوم بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات، وستتخذ كافة الإجراءات المناسبة في ضوء ما تسفر عنه تلك التحقيقات، بما يكفل أمنها واستقرارها".
كما شددت الرياض،على قدرتها للدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet