أعلن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، عودة إنتاج عملاق النفط السعودي شركة "أرامكو"، إلى ما كان عليه قبل هجوم استهدف منشأتين نفطيتين كبيرتين بطائرات مسيّرة، السبت الفائت وتسبب في تقليص انتاج الشركة بحوالي النصف.
وأوضح وزير الطاقة في المملكة، وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في مؤتمر صحفي بمدينة جدة غربي البلاد، إن شركة أرامكو ستفي بكامل إمداداتها خلال شهر سبتمبر الجاري، عبر السحب من المخزون الاستراتيجي من الزيت الخام، وتعديل مزيج بعض الزيوت.
وقال إن القدرة الانتاجية للمملكة من النفط ستعود إلى 11 مليون برميل يومياً بنهاية سبتمبر الجاري، وإلى 12 مليون برميل يومياً بنهاية نوفمبر القادم.
وذكر الوزير بن سلمان أن بلاده ستواصل إمداد عملائها بكميات كاملة في سبتمبر الحالي، وستصون دورها كمورد آمن لأسواق النفط العالمية، لافتاً إلى أن المملكة بحاجة إلى أخذ إجراءات صارمة للحيلولة دون مزيد من الهجمات.
فيما أكد مصدر في أرامكو السعودية لرويترز، يوم الثلاثاء، أن مجمعات المعالجة التابعة للشركة في بقيق استعادت مليوني برميل يومياً من طاقتها التي تعطلت عقب هجوم يوم السبت، ومن المتوقع أن تعود إلى المستويات الطبيعية بنهاية سبتمبر الجاري.
وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لشركة النفط السعودية "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، في الساعات الأولى من يوم السبت الفائت، لهجوم من طائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران في اليمن المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
كما ألحق الهجوم أضراراً بأكبر معمل تكرير للنفط في العالم وأدى إلى أكبر ارتفاع في أسعار النفط منذ نحو 30 عاماً.
وتدير أرامكو أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم في بقيق بالمنطقة الشرقية، وتزيد الطاقة التكريرية للمصفاة على سبعة ملايين برميل من النفط الخام يومياً.
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، جدد في مؤتمره صحفي مساء الثلاثاء، التأكيد على أن الهجمات دفعت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام بنحو 5.7 ملايين برميل يومياً، أو حوالي 50 بالمئة من إنتاج شركة أرامكو، إضافة إلى ملياري قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
وتجنّب وزير الطاقة السعودي توجيه الاتهام لأي جهة بالوقوف خلف الهجمات التي استهدفت شركة أرامكو، وقال "لا نعلم من هي الجهة التي تقف خلف الهجوم"، وذلك رغم تصريحات مسؤولين أمريكيين بأن هجمات السبت انطلقت من إيران وليس من اليمن كما زعمت جماعة الحوثيين.
مساء أمس الاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يبدو أن إيران مسؤولة عن الهجمات على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو شرقي السعودية، لكنه أكد أنه ليس في عجلة من أمره للرد ولا يزال يسعى إلى معرفة المسؤول عن الهجوم.
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة لا تريد حرباً مع إيران، لكنها في الوقت نفسه أكثر استعداداً للحرب من أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن واشنطن لديها الكثير من الخيارات للرد على الهجوم، غير أنه رفض تحديد أي الخيارات يدرسها.
ونفت طهران هذه الاتهامات، وقال الرئيس الإيراني إن الهجوم نفذه "الشعب اليمني" رداً على هجمات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن خلال الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف. ووصف روحاني هجمات الحوثيين على السعودية بأنها "دفاع عن النفس".
وأثارت هجمات السبت خطر حدوث صدمة معروض كبيرة في سوق هيمنت عليها في الأشهر الأخيرة مخاوف الطلب وتباطؤ النمو العالمي. وصعد النفط 20 بالمئة خلال معاملات يوم الاثنين.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 4.47 دولار بما يعادل 6.5 بالمئة ليتحدد سعر التسوية عند 64.55 دولار للبرميل. ونزلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 3.56 دولار أو 5.7 بالمئة لتغلق على 59.34 دولار للبرميل.