دعا مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى رد من مجلس الأمن الدولي على الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية، في وقت قال مسؤول آخر إن واشنطن والرياض حددتا بـ"بدرجة احتمال كبير" من يقف خلف تلك الهجمات التي استهدفت مصفاتي بقيق وخريص.
وقال المسؤول الأمريكي "نعتقد أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عليه دور يجب أن يقوم به. السعودية تعرضت لهجوم وسيكون من المناسب لهم التوجه إلى مجلس الأمن. ولكن علينا أولا جمع المعلومات القابلة للنشر".
ولم يشرح المسؤول ما الذي يعنيه "بالمعلومات القابلة للنشر". وتنشر الولايات المتحدة بين الحين والآخر معلومات كانت مصنفة سرية لدعم حجتها في مجلس الأمن الدولي.
وقال مسؤول أمريكي آخر لرويترز إن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجمات التي أصابت منشآت نفطية سعودية بالشلل يوم السبت الماضي انطلقت من جنوب غرب إيران.
فيما نقلت شبكة CNN الأمريكية عن مسؤول ثالث، قوله إن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية حددتا بـ"بدرجة احتمال كبير" المسؤول ومن يقف خلف الهجمات التي استهدفت معملي أرامكو في بقيق وخريص.
وأوضح المصدر أن الهجوم انطلق من قاعدة إيرانية قريبة من الحدود العراقية، وأن أجزاء من الأدلة التي عثر عليها كان دائرة كهربائية كاملة هي جزء من صواريخ فشلت في ضرب أهدافها، تظهر المسار المحدد.
ووفقاً لمحللين، فإن الصواريخ انطلقت فوق الكويت من داخل إيران بمنطقة قريبة من الحدود العراقية قبل الوصول لأهدافها (بقيق وخريص)، مشيرين إلى أن إيران تمتلك صواريخ هي الأكثر تطوراً في المنطقة ومنها صواريخ كروز.
هذه الصواريخ المعدلة على طرازات سوفيتية سابقة يمكن اطلاقها من منصات متحركة وتسافر بسرعة تعادل سرعة الصوت إلا أنها تحلق على ارتفاعات منخفضة جداً تكاد تعانق الأرض في سبيل التخفي عن الرادارات لمئات الأميال، وهذا النوع من الصواريخ يمكنه بالتأكيد صنع مثل هذا النوع من الأضرار، بحسب المحللين.
تقول جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن إنها المسؤولة عن هذه الهجمات، لكن لماذا يركز المحللون على أن إيران وراء ذلك؟ صورة الأقمار الصناعية لآثار الضربات وعددها 17 تحديداً تُظهر وفقاً لهؤلاء المحللين أن الصواريخ أتت من الجهة الشمالية (الأسهم الحمراء في الصورة) وهذا اتجاه إيران وليس من الجنوب (الأسهم الصفراء) وهو اتجاه اليمن.
وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء أعلنت وزارة الدفاع السعودية أنها ستكشف اليوم الأربعاء عن أدلة تثبت تورط طهران في هجوم أرامكو.
وقالت الوزارة في بيان، إنها ستعقد مؤتمراً صحفياً، مساء الأربعاء، تعرض فيه أدلة وأسلحة إيرانية استخدمت في الهجوم على منشآت عملاق النفط السعودي "أرامكو".
وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قال يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعكف على تقييم الأدلة التي تشير إلى وقوف إيران وراء الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين وتقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن مصالحها وعن حلفائها في الشرق الأوسط.
وأضاف أن وزير الخارجية مايك بومبيو توجه للسعودية، لبحث سبل الرد على إيران، في أعقاب الهجوم على منشأتي النفط شرقي المملكة.
وتعرضت منشأتأن نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" شرقي المملكة، السبت الفائت، لهجوم بطائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت نفطية داخل السعودية.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
واتهمت الولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة