اتهم وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، صالح الجبواني، اليوم الأربعاء، دولة الإمارات العربية المتحدة العضو الرئيس في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بعلاقتها مع تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وقال الجبواني في تغريدة على "تويتر" رصدتها وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء: "لدينا كل الدلائل على علاقة للإمارات بتنظيمي القاعده وداعش في اليمن وبالأسماء".. مشيرا إلى إن الإمارات "تستخدم هؤلاء الإرهابيين في ضرب تعزيزات الجيش في طريق محافظتي شبوة وأبين" جنوبي البلاد.
ودعا وزير النقل اليمني، أبناء المحافظتين وقبائلها إلى "تحديد موقف من الإمارات وإرهابييها قبل أن يقع الفأس برأس الكل بجريرة هذه الجرائم" حد قوله.
وقصفت طائرات إماراتية في 28 أغسطس الفائت قوات الحكومة اليمنية في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ من الشهر ذاته، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات الحكومة اليمنية، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".
وفي اليوم ذاته دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة اليمنية. وقال "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".
وتتهم الحكومة اليمنية دولة الإمارات بالانحراف عن أهداف التحالف ودعمها المجلس الانتقالي الجنوبي في ما تسميه "تمرد وانقلاب" عليها، إثر سيطرة قواته على مدينة عدن وثلاث محافظات مجاورة.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
الثلاثاء قبل الماضي ، اتهم وزير النقل اليمني، دولة الإمارات العربية المتحدة ، باستخدام موانئ ومطارات بلاده لجلب الأسلحة للانفصاليين في عدن.
وقال الجبواني الذي يقيم في القاهرة حاليا ، في تغريدة على تويتر "بدأت الإمارات خلال الأيام الماضية بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان (في حضرموت) بدون أي تنسيق مع وزارة النقل، وهي تقوم أيضاً باستخدام موانئ البلاد لجلب الأسلحة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في عدن".
وتعهد وزير النقل اليمني، "بوضع حد لهذه التجاوزات على سيادة الدولة قريباً، من خلال طرح هذه القضية على طاولة منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو - ICAO)، والمنظمة البحرية الدولية والهيئات الدولية ذات العلاقة" حد تعبيره.
ويعد مطار الريان الدولي القريب من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، من أبرز المطارات المحلية، وتوقف عن العمل في أبريل 2016 عقب تحرير المكلا من قبضة تنظيم القاعدة، ولا يزال مغلقا أمام الرحالات الجوية.
ويوم الأحد الماضي، طالب بيان مشترك حمل توقيع كلاً من مستشار الرئيس اليمني، نائب رئيس مجلس النواب (البرلمان) عبد العزيز جباري، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، بطرد دولة الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ومحاكمتها دولياً على ما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين، حد قولهم.
وأكد البيان المشترك للمسئولين الثلاثة الذين انتقلوا إلى العاصمة المصرية القاهرة قادمين من العاصمة السعودية الرياض، على دعمهم للشرعية اليمنية واستمرار النضال حتى استعادة مؤسسات الدولة في جنوبي البلاد، وتوحيد الصف في مواجهة "الانقلاب الحوثي".
وشدد البيان على "ضرورة إنهاء مشاركة دولة الإمارات في تحالف دعم الشرعية كونها انحرفت عن الأهداف التي من أجلها دُعي التحالف لإسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي".
واعتبر المسؤولون اليمنيون الثلاثة في بيانهم، أن الإمارات "تبنت ودعمت انقلاب مماثل على الشرعية في عدن، وتبنت ودعمت ولا تزال، مشاريع تمزيق اليمن ونسيجه الوطني والمجتمعي من خلال إنشاء وتسليح مليشيات تابعة لها خارج إطار مؤسسات الدولة اليمنية وإداراتها".