اتهمت وزارة الدفاع السعودية، رسمياً مساء اليوم الأربعاء، إيران بالوقوف وراء هجوم استهدف السبت الفائت منشأتين نفطيتين شرقي السعودية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي حول الهجوم على شركة أرامكو السعودية للنفط ، إن الهجوم لم ينطلق من اليمن، بحسب ما أعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) مسؤوليتها عنه السبت الفائت، وذلك على الرغم من الجهود "العظيمة" التي بذلتها إيران لجعل الهجوم يظهر وكأنه انطلق من اليمن، مضيفاً: "هذا الهجوم انطلق من الشمال وبلا شك كان مدعوماً من إيران".
وذكر المالكي أن طائرات مسيّرة إيرانية الصنع شاركت في الهجوم على منشآتي النفط، وأن هناك تدخلات إيرانية لمهاجمة المدنيين في المملكة العربية السعودية وبنيتها التحتية، حسب تعبيره.
وأفاد بأن طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إيرانية الصنع طراز "دلتا وينج" استُخدمت في الهجوم بالإضافة إلى صواريخ كروز.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الدفاع السعودية أن 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز تم استخدامها للهجوم على المنشأتين في السعودية، وأن هناك 3 صواريخ لم تصب أهدافها في الهجوم، مشيراً إلى أن الهجوم استخدام 18 طائرة مسيّرة و7 صواريخ كروز دقيقة من طراز "يا علي".
وأضاف أن الطائرات المسيّرة التي هاجمت المنشأتين النفطتين، استخدمت نظام تموضع متقدم، لافتاً إلى أن الحرس الثوري الإيراني أعلن في فبراير الماضي امتلاكه طرازاً متقدماً من الصواريخ.
وأكد المالكي أن وزارة الدفاع السعودية جمعت معلومات من بقايا الصواريخ المستخدمة في الهجوم، بما يكفي لأن يتم التعرف على من يقف وراء الهجوم، مشيراً إلى أن المملكة شاركت نتائج التحقيقات في الهجوم على معملي أرامكو مع حلفائها، وأنها ستواصل التحقيقات في الهجوم على أرامكو عبر القنوات الدولية المعتمدة، مشدداً على أن "من أطلق الطائرات المسيرة والصواريخ سيتحمل المسؤولية".
وعرض وزارة الدفاع السعودية خلال المؤتمر الصحفي، حطام طائرات مسيّرة وصواريخ قالت إنها استُخدمت في هجمات على اثنتين من منشآتها النفطية، باعتبارهما أدلة لا يمكن دحضها على العدوان الإيراني، بحسب تعبيرها.
وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، السبت الفائت، لهجوم من طائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
واتهمت الولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة.
مهاجمة الاقتصاد العالمي
وقال المالكي: "لدينا أدلة على تورط إيران في أعمال تخريب في المنطقة عبر وكلائها، وأن التكنولوجيا التي استخدمت إيرانية وهناك أضرار للمنشآت. والهجوم على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين، هو امتداد لهجمات سابقة تقف خلفها إيران".
واعتبر أن الهجوم على منشأتي "أرامكو" لم يستهدف السعودية فقط بل أيضاً المجتمع الدولي وأمن الطاقة، متهماً إيران بمهاجمة الاقتصاد العالمي وطرق التجارة العالمية.
ودعا المتحدث باسم الدفاع السعودية، المجتمع الدولي للاعتراف "بالاعتداءات الإيرانية الخبيثة".. مؤكدة على قدرة بلاده على الدفاع عن أراضيها.
إيران تنفي وتتوعد
في المقابل اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له في اجتماع حكومته بطهران، اليوم الأربعاء، أن الاتهامات الأمريكية لإيران بالمسؤولية عن الهجمات التي استهدفت منشأتَي النفط في السعودية، تهدف إلى زيادة الضغط على بلاده، وفقا لما نقله التلفزيون الإيراني الرسمي.
وأضاف "بينما يمارسون ضغطاً نفسياً واقتصادياً على الشعب الإيراني (عبر العقوبات) فإنهم يريدون فرض ضغوط قصوى على إيران عن طريق التشهير".
بدوره نفى وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أي علاقة لبلاده بهذه الهجمات، وقال إن المزاعم والاتهامات الموجهة لإيران مرفوضة بشكل كامل ولن تصل إلى أي نتيجة.
ونقل التلفزيون الإيراني عن حاتمي قوله على هامش اجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء: "السعودية والكيان الصهيوني رغبا منذ البداية في جر الولايات المتحدة إلى صراع في المنطقة". وأضاف: "القضية واضحة للغاية، كان هناك صراع بين البلدين (اليمن والسعودية)، وإيران لا دخل لها في الموضوع".
وتوعد وزير الدفاع الإيراني قائلاً: "إن تم الاعتداء علينا فإن ردنا سيكون حاسماً، مثلما أسقطنا الطائرة الأمريكية".