قالت مصادر محلية وسكان في محافظة حضرموت شرقي اليمن، إن ناقلة نفط يونانية غادرت سواحل المحافظة، اليوم الخميس، دون تحميل شحنة من النفط الخام المستخرج من حقل المسيلة المخصص للتصدير للخارج.
وذكرت المصادر أن قوات خفر السواحل التابعة للمنطقة العسكرية الثانية التي يقودها محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني، ووسط تأييد شعبي، أجبرت سفينة نفطية يونانية على المغادرة فارغة تماماً، بعد ساعات من رسوها على بعد 12 ميلاً بحرياً من ميناء الضبة النفطي جنوب شرق حضرموت.
وأكدت المصادر إن هذه هي ثاني ناقلة نفط تفشل في نقل شحنتي نفط خام جاهزة للتصدير بحضرموت، خلال أقل من أسبوع وذلك تنفيذا لتوجيهات محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية في اليمن، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، مساء الأربعاء قبل الماضي، بإيقاف تصدير النفط من موانئ محافظته النفطية، بسبب عدم تجاوب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مع مطالب أبناء المحافظة الغنية بالنفط بتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وعجزت سفينة يونانية مستأجرة من الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، قبل أيام، عن نقل شحنة من النفط الخام من حضرموت تقدر قيمتها بأكثر من 120 مليون دولار لنفس السبب.
وكثفت الحكومة الشرعية من جهودها مؤخراً مساعيها لتصدير شحنات من النفط الخام من حضرموت، قبل موعد تصديرها المعتاد للأسواق الصينية بنحو ثلاثة أشهر، بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي تعانيها الحكومة بعد طرد قواتها من مدينة عدن مطلع أغسطس الماضي من قبل قوات الانفصاليين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة.
وأكد سكان ومواطنين في مدينة المكلا عاصمة حضرموت لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، أن قرار المحافظ البحسني بمنع مغادرة أي ناقلات نفط إلى خارج المحافظة، يحظى بتأييد ودعم شعبي ومجتمعي غير مسبوق، لأنهم يعتبرون ذلك "حق من حقوق حضرموت يتم سلبه من قوى النفوذ في الحكومة الشرعية".
وجاء قرار محافظ حضرموت ردا على تنصل حكومة الشرعية اليمنية عن دفع مستحقات حضرموت من مبيعات نفط "بترو مسيلة" والمحددة بنسبة ٢٠ بالمائة، وكذا بقاء جنود المنطقة العسكرية الثانية لأكثر من 4 أشهر دون مرتبات، إضافة إلى تدهور الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء.
إلى ذلك دعت منظمات مجتمع مدني ونقابات وكيانات سياسية مختلفة إلى تظاهرات للوقوف مع محافظ حضرموت في ما يخص وقف تصدير النفط لحين انتزاع حقوق المحافظة بشكل كامل، حد وصفها.
وشهدت مدينة المكلا، مؤخراً، احتجاجات شعبية عارمة تخللتها أعمال شغب وقطع طرق رئيسية وإحراق إطارات، تنديدا باستمرار الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وتردي الخدمات.
وتنتج حضرموت من حقل المسيلة حالياً التي تديره شركة صافر النفطية الحكومية حوالي 100 ألف برميل يوميا، مخصص للتصدير إلى الخارج، تشكل نحو نصف إجمالي إنتاج اليمن من النفط الخام.
يذكر أن حضرموت تعد مخزن نفطي كبير ومورد اقتصادي هام لليمن التي كانت تعتمد قبل اندلاع الحرب الدائرة حالياً على ما بين 65 بالمئة و 70 بالمئة على إيرادات النفط البالغ إنتاجه قبل بضع سنوات حوالي 450 ألف برميل يومياً أغلبه من خام المسيلة بحضرموت بحوالي 355 ألف برميل يومياً بحسب الإحصاءات الحكومية.
واليمن منتج صغير للنفط وتراجع إنتاجه إلى أقل من 200 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الحرب الدائرة منذ أربع سنوات ونصف.