Click here to read the story in English
اتهمت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، اليوم الجمعة، التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية، بارتكاب "تصعيد خطير" في محافظة الحديدة، يعد تنصلاً رسمياً عن اتفاق ستوكهولم.
وقال المتحدث باسم الرسمي باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، في تغريدة على "تويتر" تابعتها وكالة ديبريفر للأنباء "غارات مكثفة على الحديدة في تصعيد خطير من شأنه أن ينسف اتفاق السويد".
وأضاف "وعليه فليتحمل التحالف تبعات هذا التصعيد، وموقف الأمم المتحدة في هذا الشأن على المحك."
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.
واتفق طرفا الصراع في اليمن خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.
واعتبر المتحدث باسم الحوثيين أن ما أسماه "استمرار حجز السفن ومنعها من تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة عمل حربي عدواني يهدد أمن الملاحة البحرية".
وكان التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية قال إنه نفذ يوم الخميس عملية عسكرية "نوعية" شمال مدينة الحديدة الساحلية ضد أهداف "معادية تهدد الأمن الإقليمي والدولي" تتبع جماعة الحوثيين (أنصار الله).
وأضاف المتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أن "الأهداف المدمرة شملت أربعة مواقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المسيّرة عن بعد وكذلك الألغام البحرية، حيث يتم استخدام هذه المواقع لتنفيذ الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية التي تهدد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر".
من جهته قال الناطق الرسمي باسم حكومة الإنقاذ في صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين وزير الإعلام ضيف الله الشامي، إن إعلان دول التحالف عن عملية عسكرية بالحديدة يعد مخالفة صريحة لاتفاق السويد وتنصلا عنه بشكل رسمي وهروب واضح من أي استحقاقات مترتبة على ذلك.
وأضاف الشامي في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون أن "المبررات التي يسوقها التحالف للتغطية على الغارات الجوية على محافظة الحديدة ومحاولة تقديم الحديدة على أنها مسرح عمليات قصف السعودية واهية وغير منطقية ولا يمكن أن تنطلي على أحد مهما حاول العدوان (التحالف)".
وحذر من ما أسماه "تمادي التحالف في تصعيده على الحديدة والتنصل من تنفيذ اتفاق السويد وما سيكون لذلك من تداعيات ونتائج كبيرة تتحمل مسؤوليتها دول العدوان والمجتمع الدولي"، حد تعبيره.