فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عقوبات جديدة ضد البنك المركزي الإيراني والصندوق السيادي لطهران تحت مبرر "تمويل الإرهاب".
واعتبر ترامب في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض، أن هذه العقوبات "الأقسى على الإطلاق ضد دولة ما".
وقال: "فرضنا للتو عقوبات على المصرف الوطني الإيراني. الأمر يتعلق بنظام طهران المصرفي المركزي وهي عقوبات في أعلى مستوى".
وذكر وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشين، الذي كان إلى جانب ترامب، أنّ الأمر يتعلّق باستهداف "آخر مصدر دخل للبنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، أي صندوقهم السيادي الذي سيُقطع بذلك عن نظامنا البنكي".
وأكد أن "هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري الإيراني لتمويل الإرهاب".
وتعد العقوبات الأمريكية الجديدة أول إجراء أمريكي رداً على استهداف منشأتين نفطيتين في السعودية السبت الفائت بطائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران المسؤولية عنه، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت نفطية داخل السعودية.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج السعودية أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
واتهمت السعودية والولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة، محذرة من أي تحركات عسكرية ضدها.
وكان الرئيس الامريكي أعلن يوم الخميس عن عقوبات جديدة وشيكة على طهران في سياق الرد على الهجمات على منشآت ارامكو في السعودية.
واستهدفت وزارة المالية الاميركية البنك المركزي الايراني والصندوق السيادي الايراني بداعي "تزويدهما الحرس الثوري وجيش القدس (التابع له والمكلف العمليات الخارجية) بمليارات الدولارات"، وأيضا تمويل "حليفهم الارهابي حزب الله" اللبناني. وكانت واشنطن صنفت هذه الكيانات الثلاثة "منظمات ارهابية".
ويخضع البنك المركزي الايراني ومعظم المؤسسات المالية الايرانية لعقوبات أمريكية منذ/نوفمبر 2018 بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني مع ست قوى عالمية.
إجراءات عسكرية
ورداً على سؤال حول الإجراءات العسكرية المحتملة ضد إيران، أكد الرئيس الأمريكي، أن بلاده تستطيع شن ضربات على 15 موقعا داخل إيران، لكنه لا يستعجل في القيام بذلك.
وقال ترامب: "أسهل ما يمكنني القيام به هو إعطاء الأمر بتدمير 15 موقعا كبيرا مختلفا في إيران. وهذا من شأنه أن يكون يوما سيئاً جداً بالنسبة لإيران. بإمكاني فعل ذلك، وكل شيء جاهز. لكنني لا أريد القيام بذلك في حال وجود فرصة لعدم اتخاذ هذا الإجراء".
وأضاف: "يمكنني فعل ذلك خلال دقيقة واحدة، مباشرة من هنا، من أجلكم، لكي تكون لديكم قصة كبيرة لكتابتها". لكنه أكد أنه لا يريد الاستعجال في ذلك، معتبراً أن هذا الموقف يعرض القوة وليس الضعف.
في سياق متصل قالت تقارير إخبارية أمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ستقدم يوم الجمعة، عددا من الخيارات العسكرية للرئيس دونالد ترامب، في إطار بحث واشنطن سبلا للرد على إيران على خلفية هجمات أرامكو.
وذكرت التقارير أن البنتاغون سيعرض في اجتماع مع ترامب بالبيت الأبيض قائمة بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل إيران، ضمن ردود أخرى محتملة، كما ستحذر الوزارة ترامب من أن العمل العسكري ضد طهران قد يتحول إلى حرب، حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية (رسمية).
أمس الخميس حذر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الولايات المتحدة والسعودية من توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده، قائلا إنها ستؤدي لحرب شاملة.
جاءت تصريحات ظريف بعد ساعات من اعتبار نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، الهجمات ضد منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية بأنها إعلان حرب.
وتفاقمت التوترات بين طهران وواشنطن، عقب قرار ترامب في مايو العام الماضي، الانسحاب الأحادي، من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران عام 2015 وست قوى عالمية، وشددت واشنطن عقب الانسحاب العقوبات على طهران بصورة غير مسبوقة، بهدف كبح جماح برنامجها النووي وتوسعها في المنطقة، وفي محاولة للضغط عليها عبر خنق اقتصادها بإيصال صادراتها النفطية إلى مستوى الصفر، من أجل ما تقوله واشنطن "دفع إيران لتقديم تنازلات أكثر" من التي قدمتها بموجب اتفاقها النووي عام 2015، وإبرام اتفاق نووي جديد.
وألحقت العقوبات الأمريكية أضراراً فادحة بالاقتصاد الإيراني، حيث ارتفعت معدلات التضخم وانخفضت قيمة العملة الوطنية فيما باتت أسعار الواردات باهظة الثمن.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مستمر، النظام الإيراني بأنه أكبر داعم دولي للإرهاب، ويعمل لزعزعة الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وتطوير برامج الصواريخ الباليستية، واتهامات أخرى معادية لواشنطن والمنطقة.