السعودية تحمّل إيران مسؤولية الهجوم على منشأتي نفط وطهران تحذر من "أي اعتداء"

السعودية رداً على مبادرة الحوثيين: سنراقب مدى جديتهم ونحكم على أفعالهم لا أقوالهم

الرياض – طهران (ديبريفر)
2019-09-21 | منذ 5 سنة

عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية

قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، اليوم السبت، إنّ بلاده ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق مبادرة السلام التي طرحوها، وذلك في أول رد سعودي على إعلان الحوثيين وقف هجماتهم على المملكة ومطالبتهم الرياض بخطوة مماثلة.

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحافي في الرياض: "نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها، ولذا فإننا سنرى إن كانوا سيطبقون فعلا (المبادرة) أم لا".

وحول السبب الذي دفع الحوثيين لإطلاق مبادرتهم، أجاب الوزير السعودي قائلاً: "بالنسبة للسبب الذي دفعهم لذلك، علينا أن نتفحص المسألة بتعمق".

وكان القيادي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي أنشاته جماعة الحوثيين (أنصار الله) لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، قال في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لسيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014:  "نعلن عن وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف وننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها".

وجاءت هذه المبادرة الحوثية عقب هجوم استهدف السبت الماضي، منشأتان نفطيتان في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، أعن الحوثيون عن مسؤوليتهم عنه، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بالوقوف خلفه، وهو ما نفته طهران.

وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.

ويدور في اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم على السعودية تأتي رداً على ما أسموه "جرائم" التحالف الذي تقوده في اليمن.

في سياق متصل حمّل وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ، إيران مسؤولية الهجوم على منشآت المملكة النفطية، السبت الماضي، معتبراً إن ذلك "لم يستهدف المملكة فحسب وإنما استهدف العالم بأجمعه".

وذكر الجبير في المؤتمر الصحفي، أن استهداف المنشآت النفطية في بقيق وخريص "عمل إجرامي تم تنفيذه بأسلحة إيرانية".. موضحا أن التحقيقات تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في الهجوم إيرانية، وأن التحقيقات تهدف إلى تحديد مصدر الإطلاق.

وقال "نحن متأكدون أن المصدر ليس اليمن بل إيران في الشمال"، لافتاً إلى أن ما حدث هو "هجوم على إمدادات الطاقة للأسواق العالمية يؤثر بشكل سلبي على كل دولة في العالم ولذلك أدانت هذا الهجوم أكثر من 80 دولة".

واعتبر الجبير أن تصرفات إيران لا تتماشى مع القوانين الدولية.. داعياً المجتمع الدولي إلى وضع حد للسياسات الإيرانية، مؤكداً أن السعودية "لم تطلق صاروخا أو طائرة مسيرة أو حتى رصاصة صوب إيران، في حين تعرضت المملكة لهجمات بالمئات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة".

وطلب الوزير السعودي من الأمم المتحدة إرسال خبراء ليساهموا في التحقيق بخصوص الهجوم، بعد أن أكدت التحقيقات الأولية التي أجرتها المملكة أن الهجوم تم بـ"أسلحة إيرانية".. لافتا إلى أن بلاده تتشاور مع الأصدقاء والحلفاء بشأن الخطوات التالية لإعلان النتائج لتحقيقات استهداف منشأتي أرامكو النفطيتين الأسبوع الماضي.

وكشف عن أن المملكة تم استهدافها بأكثر من 260 صاروخاً باليستياً إيراني الصنع وأكثر من 150 طائرة مسيّرة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة السعودية استطاعت أن تمنع أي صاروخ باليستي من إصابة هدفه وتم تدمير عدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة، حد زعمه.

وقال: "المملكة بعكس إيران، لم نطلق صاروخاً ولا طائرة مسيّرة ولا رصاصة باتجاه إيران، كما أن المملكة لا تدعم ولا يوجد لديها ميليشيات تقوم بأعمال تخريبية، وهذا يثبت أننا نسعى للخير وهم يسعون للشر".

وأضاف: "طالما وإيران مستمرة في نهجها العدواني الداعم للإرهاب، فهذا السبب الذي جعل العالم يعزل إيران ويفرض عليها مزيداً من العقوبات".

واستنكر الجبير نفي إيران عدم تورطها في أي تخريب بالمنطقة.. معتبرا تصريحات طهران غير منطقية وغير واضحة، وأن إيران "تتدخل في منطقة الخليج بعملائها، وتدعم منظمات إرهابية في سوريا ولبنان والعراق، ووفرت صواريخ لمليشيات لضرب المملكة".

وتعتبر المملكة هجمات 14 سبتمبر الجاري على منشأتي خريص وبقيق، أسوأ وأضخم هجمات تستهدف البنية التحتية للنفط في الخليج منذ أضرم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين النار في حقول نفطية كويتية عام 1991.

وعمقت هجمات أرامكو ، صراعا ممتدا منذ أعوام بين السعودية وإيران اللتين تتصارعان على النفوذ في عدة نقاط ساخنة في منطقة الشرق الأوسط وحروب بالوكالة بين البلدين في العراق وسوريا ولبنان واليمن يدعم فيها كل من البلدين طرفا مختلفا من أطراف الصراع فيها بهدف الزعامة على منطقة الشرق الأوسط.

 

تهديدات إيرانية جديدة

في سياق متصل، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم السبت، من أن أي دولة تهاجم إيران ستصبح "ساحة المعركة الرئيسية" في النزاع.

وأكد سلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران، إن بلاده ستتعقب أي معتدٍ، حتى وإن شن هجوماً محدوداً، وستسعى للقضاء عليه.

وقال: "احذروا، الاعتداء المحدود لن يظل محدوداً، سنسعى لإنزال العقاب، وسنستمر حتى نجهز تماماً على أي معتدٍ"، حسب ما نقلته رويترز .. مضيفا: "الذي يريد أن تصبح أرضه ساحة المعركة الرئيسية، فليمضِ بذلك، لن نسمح أبداً لأي حرب بأن تصل إلى أرض إيران".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet