المبعوث الأممي إلى اليمن يرحب بمبادرة الحوثيين لوقف الهجمات على السعودية

عمّان (ديبريفر)
2019-09-21 | منذ 5 سنة

مارتن غريفيث المعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن - أرشيف

Click here to read the story in English

رحب المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن, مارتن غريفيث، مساء اليوم السبت، بالمبادرة التي اعلنتها جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، أمس الجمعة، بشأن وقف الأعمال العسكرية ضد المملكة العربية السعودية.

وقال غريفيث في بيان نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لمكتب المبعوث الأممي الخاص: "نرحب بالمبادرة التي أعلنها أنصار الله (الحوثيون) في 20 أيلول/سبتمبر الجاري، بشأن وقف الأعمال العدائية العسكرية ضد المملكة العربية السعودية. كما نرحب بالتعبير عن المزيد من الانفتاح تجاه تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والرغبة في حل سياسي لإنهاء الصراع".

وشدد المبعوث الأممي إلى اليمن في بيانه على "أهمية الاستفادة من هذه الفرصة واحراز تقدّم في الخطوات اللازمة للحدّ من العنف والتصعيد العسكري والخطاب غير المساعد"، معتبراً أن "تنفيذ هذه المبادرة التي أطلقها أنصار الله (الحوثيون) بحسن نية، يمكن أن يكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب".

وجدد غريفيث دعوته لجميع الأطراف لاحترام القانون الإنساني الدولي، وضبط النفس، وتجنيب اليمن الانجرار إلى توترات إقليمية، لما فيه صالح الشعب اليمني، حد تعبيره.

ويدور في اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.

وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، مساء الجمعة، أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، وطالبت الرياض بإعلان مماثل.

وقال القيادي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي انشأته جماعة الحوثيين لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، في خطاب متلفز في الذكرى السنوية الخامسة لسيطرة الجماعة، على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، "نعلن عن وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة وكافة أشكال الاستهداف وننتظر رد التحية بمثلها أو أحسن منها".

وزعم المشاط أن جماعته نفذت ما يقارب 90 بالمئة من التزاماتها في اتفاق ستوكهولم، متهماً الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بعدم تنفيذ التزاماتها.

واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.

لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ

في سياق متصل وجه الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، مساء الجمعة، رسالة إلى الشعب اليمني، بعد إعلان الحوثيين، وقف العمليات العسكرية ضد السعودية.

ودعا الأمير خالد وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في سلسلة تغريدات على تويتر، "أبناء اليمن والشعوب العربية، بكافة مكوناتها دون استثناء، أن تعي أن نظام طهران لا ينظر لمؤيديه سوى كأدوات لتحقيق أطماعه وحمايته، لا لحماية دولهم وشعوبهم".

وأضاف بن سلمان: "تأبى مروءة العرب إلا أن يتحمل المرء (والدول) المسؤولية، ويواجه التحديات برأس مرفوع، ولا يلقي المسؤولية على غيره، بأي حال من الأحوال، خاصة من هم أقل من حيث الحجم والقوة".

واعتبر بن سلمان أن "نظام طهران يدعي أنه يحمي المستضعفين، ونراه اليوم يتغطى بشكل رخيص وجبان بالمستضعفين، لحماية بقائه وأمنه".

فيما قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، اليوم السبت، إنّ بلاده ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق مبادرة السلام التي طرحوها، وذلك في أول رد سعودي على إعلان الحوثيين وقف هجماتهم على المملكة ومطالبتهم الرياض بخطوة مماثلة.

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحافي في الرياض: "نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها، ولذا فإننا سنرى إن كانوا سيطبقون فعلا (المبادرة) أم لا".

وحول السبب الذي دفع الحوثيين لإطلاق مبادرتهم، أجاب الوزير السعودي قائلاً: "بالنسبة للسبب الذي دفعهم لذلك، علينا أن نتفحص المسألة بتعمق".

وتأتي مبادرة الحوثيين بعد مرور أسبوع من هجمات تبنتها الجماعة ضد شركة أرامكو السعودية، شرقي المملكة، تسبب في خفض إنتاجها إلى النصف، أي نحو 5 ملايين برميل نفط يومياً.

واتهمت السعودية والولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة، محذرة من أي تحركات عسكرية ضدها.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.

ونتيجة العمليات العسكرية المتواصلة في هذا البلد الفقير، يعاني اليمن من ما تصفه الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مؤكدة أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet