قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، مساء الثلاثاء، إن بلاده تدرس جميع الخيارات من بينها الخيار العسكري، رداً على الهجمات التي استهدفت منشأتي النفط لشركة أرامكو في بقيق وخريص، شرقي المملكة منتصف الشهر الجاري.
وذكر الجبير، في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أن الرياض تعتقد أن إيران تقف وراء الهجوم الذي استهدف اثنتين من منشآتها النفطية، خاصة وأن الأسلحة المستخدمة في الهجوم من صنعها.
وألمح إلى أن بلاده ستدرس رداً عسكرياً في إطار ردها بعد اكتمال التحقيق.. مضيفاً "نريد حشد الدعم الدولي ونريد بحث جميع الخيارات، الخيارات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، ثم نتخذ القرار"، متوقعاً أن تكتمل التحقيقات "قريبا جداً" لافتاً إلى أن ذلك سيحدث خلال أسابيع وليس أياماً.
وأشار الوزير السعودي، إلى أنه رغم أن بلاده تسعى لتجنب الحرب بأي ثمن، لكنها في الوقت نفسه لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديدات إيران .. منوهاً إلى ضرورة تنبيه الإيرانيين بأن سلوكهم لا يمكن أن يستمر، على حد تعبيره.
وأكد الجبير أن الأمم المتحدة تساعد المملكة في التحقيق لتحديد مكان ومصدر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في هجوم يوم 14 سبتمبر الذي أوقف مؤقتاً ما يزيد عن خمسة في المائة من الإنتاج العالمي للنفط وتسبب في رفع أسعار البترول.
وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" شرقي المملكة، في ١٤ سبتمبر الجاري، لهجوم بطائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت نفطية داخل السعودية.
وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
واتهمت السعودية والولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة، محذرة من أي تحركات عسكرية ضدها.
وكان عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، قال لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية، إنه في حال كشف التحقيق أن الهجوم الذي استهدف المنشأتين انطلق من أراض إيرانية فسوف تعتبر المملكة ذلك عملاً حربياً لكن الرياض تسعى في الوقت الراهن لحل سلمي.
وقال "نحمل إيران المسؤولية لأنها صنعت وسلمت الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية".
وأضاف الجبير مخاطباً الإيرانيين "لكن شن هجوم من أراضيكم، إن كان ذلك ما حدث، ينقلنا إلى وضع مختلف...سيعتبر هذا عملاً حربياً".
وفي وقت سابق الثلاثاء قالت الحكومة السعودية إن المؤشرات الأولية تظهر مسؤولية إيران عن الهجوم على منشأتي النفط .
ورفضت المملكة إعلان جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجوم. وتنفي طهران ضلوعها فيه.
واعتبر مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه الأسبوعي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، هذا الهجوم الذي وُصف بـ"الأكبر" تهديداَ للسلم والأمن الدوليين، وعدواناً غير مبرر على إمدادات الطاقة للأسواق العالمية أدانه المجتمع الدولي بشدة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن الملك سلمان وصفه للهجوم، بأنه مثّل "تصعيداً خطيراً".
وجددت المملكة أكبر بلد مصدر للنفط في العالم دعوتها للمجتمع الدولي "لوضع حد للتصرفات والسياسات العدوانية التخريبية الإيرانية".
وكان العاهل السعودي توعد الجمعة الماضية بأن بلاده ستتخذ عقب استكمال تحقيقات الهجوم على منشآتها النفطية، الإجراءات المناسبة التي تحفظ أمنها واستقرارها.
واعتبر الملك سلمان خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أن "هذه الأعمال الإجرامية، تصعيداً خطيراً وتهديداً كبيرا لأمن واستقرار المنطقة ولإمدادات النفط في السوق العالمية".
وتعتبر المملكة هجمات 14 سبتمبر الجاري على منشأتي خريص وبقيق، أسوأ وأضخم هجمات تستهدف البنية التحتية للنفط في الخليج منذ أضرم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين النار في حقول نفطية كويتية عام 1991.
وتدير أرامكو أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم في بقيق بالمنطقة الشرقية، وتزيد الطاقة التكريرية للمصفاة على سبعة ملايين برميل من النفط الخام يومياً.
وعمقت هجمات أرامكو ، صراعاً ممتداً منذ أعوام بين السعودية وإيران اللتين تتصارعان على النفوذ في عدة نقاط ساخنة في منطقة الشرق الأوسط وحروب بالوكالة بين البلدين في العراق وسوريا ولبنان واليمن يدعم فيها كل من البلدين طرفاً مختلفاً من أطراف الصراع فيها بهدف الزعامة على منطقة الشرق الأوسط.