وصف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، العمليات العسكرية الأخيرة في اليمن التي أودت بحياة عشرات المدنيين بأنها "حدث مفجع"، وذلك بعد يومين من ضربات جوية لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية.
ودعا غريفيث في بيان صحفي، جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة القائمة والالتزام بها. وقال: "أنا أحثّ الجميع على اتخاذ خطوات ملموسة وسريعة للحدّ من العنف، واحترام القانون الإنساني الدولي وخلق بيئة مؤاتية من شأنها أن تسمح لليمن باستئناف العملية السياسية دون تأخير".
ومساء الثلاثاء أعلنت الأمم المتحدة مقتل 22 مدنياً في غارتين جويتين منفصلتين اليومين الماضيين في اليمن.
وأوضح بيان صادر عن مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن أن الحادث الأول وقع في 23 سبتمبر في السواد بمحافظة عمران عندما أصابت الغارات مسجداً، مشيراً إلى مقتل سبعة مدنيين من بينهم نساء وأطفال من العائلة نفسها.
وأفاد البيان بمقتل 15 مدنياً وإصابة 15 آخرين عندما ضربت غارات جوية يوم الثلاثاء منزلاً في منطقة الفاخر بمحافظة الضالع.
وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، مساء الجمعة، أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، وطالبت الرياض بإعلان مماثل.
وأضاف المبعوث الخاص "يجب إعطاء الأولوية للقضايا الإنسانية الطارئة التي من شأنها تخفيف معاناة ملايين اليمنيين العاجزين عن تأمين القوت اليومي والسلع الأساسية والسفر والعلاج الطبي".
وعبر عن ثقته في أن المجتمع الدولي سيدعم أي خطوات يتمّ اتخاذها للحد من التوترات وتحسين حياة الرجال والنساء والأطفال اليمنيين.
وشدد على ضرورة "أن يخرج اليمن من هذه الحلقة المفرغة من العنف الآن وأن يبقى بمنأى عن التوترات الأخيرة في المنطقة التي يمكن أن تقوّض احتمالات السلام".
وجدد غريفيث التأكيد على أن حلّ الحرب في اليمن هو تسوية سياسية تقوم على الشراكات وعلاقات الجوار وبناء مؤسسات الدولة وفقاً للمرجعيات الثلاث.
ويعيش اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء، لكن عدداً غير قليل من غارات التحالف أدت إلى مقتل مئات المدنيين في اليمن.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.