اتهمت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن، بقتل وإصابة 40 شخصاً في ثلاث محافظات منذ إطلاقها مبادرة للسلام في 20 سبتمبر الجاري.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان في حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين، الدكتور يوسف الحاضري، إن مقاتلات التحالف ونيران حرس الحدود السعودي والقوات الموالية له تسببت في مقتل 24 شخصاً وإصابة 16 آخرين معظمهم من النساء والأطفال في محافظات عمران، الضالع، الحديدة.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، استنكر ناطق وزارة الصحة صمت المجتمع الدولي على جرائم العدوان ورده على مباردة السلام التي باركها الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة".
ورحب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بمبادرة الحوثيين بشأن وقف الأعمال العدائية العسكرية ضد السعودية، مشدداً على "أهمية الاستفادة من هذه الفرصة واحراز تقدّم في الخطوات اللازمة للحدّ من العنف والتصعيد العسكري والخطاب غير المساعد"، معتبراً أن "تنفيذ هذه المبادرة التي أطلقها أنصار الله بحسن نية، يمكن أن يكون رسالة قوية حول الإرادة لإنهاء الحرب".
واعتبر القيادي الحوثي رئيس مايسمى بالمجلس السياسي الأعلى الذي انشأته جماعة الحوثيين لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، مهدي المشاط، يوم الأربعاء أن "تعاطي الطرف الآخر مع المبادرة التي أعلنت الأسبوع الفائت لم يكن مسؤولًا أو مشجعاً لحد الآن".
ويشهد اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، منذ سبتمبر 2014.
وشنت مقاتلات التحالف آلاف الغارات الجوية على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات اليمن، يقول إنها تستهدف تجمعات ومواقع ومخازن أسلحة وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين. لكن بعض الضربات الجوية أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف باستهداف المدنيين، وارتكاب جرائم قد تصل إلى مستوى "جريمة حرب"، وهو اتهام ينفيه التحالف.
وكانت جماعة الحوثيين أعلنت الجمعة الماضية، أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، وطالبت الرياض بإعلان مماثل، فيما قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير السبت إن الرياض ستراقب مدى جدية تطبيق هذه المبادرة على الأرض وذلك في أول رد فعل سعودي.
وبحسب الأمم المتحدة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ سقط نحو 11 ألف آلاف قتيلاً من المدنيين وأصيب عشرات الآلاف غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها ، فيما يحتاج 24 مليون شخص، أي نحو 75 بالمائة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.