Click here to read the story in English
قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، العميد يحيى سريع، اليوم السبت، إن قواته تمكنت من أسر الآلاف من "قوات العدو" في عملية وصفها بالـ"كبرى" في نجران الحدودية جنوبي المملكة العربية السعودية.
وذكر سريع في بيان صحفي، إن من بينِ الأسرى مئات من قادةِ وضباطِ وجنودِ الجيشِ السعودي، وأن المئات من "قوات العدو" سقطوا بين قتيل وجريح في العملية التي أسماها "نصر من الله".
تأتي هذه العملية على الرغم من إعلان قيادة جماعة الحوثيين (أنصار الله) في 20 سبتمبر الجاري، مبادرة لوقف هجماتها على الأراضي السعودية.
ولم يصدر أي تعليق من التحالف العربي بقيادة السعودية على ما أعلنه المتحدث العسكري للحوثيين، حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
وأفاد بأن العملية التي نفذتها قواته استمرت أكثر من 72 ساعة سقط فيها ثلاثة ألويةْ عسكريةْ من قواتِ العدوِّ بكاملِ عتادِها العسكري ومعظمِ أفرادِها وقادتِها، وتم اغتنام كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحةِ تضمُ مئاتِ الآلياتِ والمدرعات.
وأشار ناطق الحوثيين العسكري، إلى أن العملية "تُعَدُ أكبرَ عمليةِ استدراجٍ لقواتِ العدوِ منذ بَدءِ العُدوانِ على اليمن واستمرتْ لعدةِ أشهرَ وتكبدَ فيها العدوُ حتى اللحظةِ خسائرَ كبيرةً جداً في العتادِ والأرواحِ" حد قوله.
وأوضح قائلاً: "بعدَ مرورِ 72 ساعةً فقط من بَدءِ العمليةِ قامت قواتُنا بإطباقِ الحصارِ على قوات العدوِّ بشكلٍ كامل، والمكونة من ثلاثةَ ألويةٍ عسكرية من الخونةِ والمخدوعينَ مع فصيلٍ من الجيشِ السعوديِّ وتم تدميرُها وكسرُها وأسرُها بالكاملِ وتم تحريرُ مئاتِ الكيلومتراتِ طولا وعرضا ضمنَ مسرحِ العمليات".
وقال سريع إن "عدةُ وَحَداتِ متخصصةٍ من قواتِنا المسلحةِ شاركت في مسرحِ العملياتِ بمهامَّ مختلفةٍ وضمنَ نطاقاتٍ جغرافيةٍ أوسعَ في إطارِ دعمِ وإسنادِ العمليةِ العسكريةِ وعلى رأسِ تلك الوَحَداتِ القوةُ الصاروخيةُ وكذلك سلاحُ الجوِ المسيرِ إضافةً إلى قواتِ الدفاعِ الجوي والقواتُ البريةُ بوَحَداتِها المختلفة".
ولفت إلى أن قواته "تُواصِلُ تنفيذَ مراحلِ العمليةِ المختلفةِ وفقَ الخطةِ المرسومةِ وسنُعلنُ في مؤتمراتٍ لاحقةٍ نتائجَ وتفاصيلَ العمليةِ بمراحلِها المختلفةِ خلال الأيامِ القادمة" بحسب قوله.
وأضاف: "بموجِبِ توجيهاتِ القيادةِ فقد تم التعاملُ مع كافةِ الأسرى وفقِ مبادِئِ الدينِ والعاداتِ والتقاليدِ اليمنيةِ الأصيلةِ والأخلاقِ الإنسانيةِ، وعملت قواتُنا بعد استسلام الآلافِ من قواتِ العدوِ على تأمينِهم من الغاراتِ الانتقامية لطيرانِ العدوان الحربيِّ الذي استهدفَ الأسرى بعشراتِ الغارات.
وطمأن المتحدث العسكري الحوثي "أهالي الأسرى من مختلفِ الجنسياتِ بأنها ستتخذُ المزيدَ من الإجراءاتِ اللازمةِ لحمايتِهم من استهداف الطيرانِ الحربيِّ المعادي وستتعاملُ معَهم بطريقةٍ إنسانيةٍ وصولاً إلى صفقةِ تبادُلٍ شاملةٍ مع العدوِّ وأدواتهِ من الخونة والمخدوعين" وفق تعبيره.
ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وكانت جماعة الحوثيين أعلنت الجمعة قبل الماضية، أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، مطالبة الرياض بإعلان مماثل، فيما قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير السبت إن الرياض ستراقب مدى جدية تطبيق هذه المبادرة على الأرض وذلك في أول رد فعل سعودي.
وجاء إعلان الحوثيين عن مبادرتهم عقب أيام من تعرض منشأتين نفطيتين عملاقتين شرقي السعودية لهجوم بطائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين المسؤولية عنها، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة، محذرة من أي تحركات عسكرية ضدها.
وتسبب الهجوم على المنشأتين النفطيتين في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
ورغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم على المنشآت النفطية، لكن المسؤولين السعوديين والأمريكيين والأوروبيين رفضوا الإعلان بوصفه محاولة مكشوفة لإخفاء دور إيران في الهجوم. وأكدوا أن الحوثيين لا يمتلكون الأسلحة ولا المهارات التي تمكنهم من شن هذا الهجوم المتطور.