قتل الحارس الشخصي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إثر إطلاق النار عليه في "خلاف شخصي" بمدينة جدة غربي المملكة، بحسب الرواية السعودية الرسمية التي شكك فيها عدد من الناشطين.
وقال المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إن اللواء بالحرس الملكي/ عبدالعزيز بن بداح الفغم كان في زيارة لصديقه تركي السبتي في حي الشاطئ بمحافظة جدة مساء السبت، قبل أن يتطور نقاشه مع صديق لهما يدعي ممدوح آل علي ويطلق النار عليه".
وأضاف المتحدث أن قوات الأمن قتلت مطلق النار بينما أصيب سبعة آخرون (خمسة جنود ومدنيان أحدهما عامل فلبيني الجنسية) إثر تبادل لإطلاق النار.
وشكك ناشطون في الرواية السعودية الرسمية للحادثة واعتبروها "مضطربة" وقال المغرد الشهير "مجتهد" على "تويتر" إن المعلومات المتوفرة عن مقتل الحارس الشخصي للملك سلمان تشير إلى أن "الفغم كان في القصر وقت الحادث وليس مع صديق".
وأضاف أن ولي العهد السعودي الأمير محمد "بن سلمان يعتبر الفغم من الحرس القديم الذي يوالي آل سعود عموماً ولا يثق بإخلاصه له شخصياً، كما أن ابن سلمان ردد أكثر من مرة رغبته في إبعاده".
وفي تغريدات لاحقة قال مجتهد إن "فغم وممدوح آل علي (الذي زعموا أنه القاتل) قـُتلا سويا من قبل مجموعة أخرى".
وذكر بأن "الحادث حصل في مختصر القصر وسمع إطلاق النار".
وأردف المغرد السعودي أن فغم وآل علي "لم يكونا مستهدفين لكن كانا عقبة -عن غير قصد- أمام تنفيذ أمر مفاجيء لابن سلمان فقتلا لاحقاً".
وتابع متسائلاً "ما هوالأمر المفاجيء؟ وكيف صارا عقبة عن غير قصد؟"
وأشار إلى أن ولي العهد السعودي أمر "عائلة الفغم بتأكيد رواية ابن عويد التي ألفها ابن سلمان نفسه، والمثير للضحك أنهم يصيغون الرواية وسط النعي بطريقة متكلفة مكشوفة ويكررونها بنفس الصيغة".
واتهم "مجتهد" المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني بأنه لا يزال يدير المشهد، قائلاً "هذه الفانتازيا ماركة مسجلة للقحطاني".
وتساءل ناشطون آخرون عن سبب وجود قوات الأمن خارج المنزل وقت الحادثة، وعن قتل الجاني مباشرة في محاولة كما يبدو لإغلاق الملف، حسب قولهم.
واعتبر الناشطون أن تحذير المعارض السعودي الدكتور محمد المسعري للفغم قبل خمسة أشهر تثير الشكوك حول مقتله.
وكان المسعري قال في تغريدة في مايو الماضي، مخاطبا الفغم "أنصحك بأن لا تكون مثل العتيبي" في إشارة إلى القنصل السعودي في إسطنبول، الذي أزيح من المشهد السياسي بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ودعا المسعري الفغم إلى ترك السعودية قبل أن يلاقي مصيراً مماثلاً.
وفي تغريدة أخرى أكد المسعري للفغم بأنه شخص غير مرغوب لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن هناك مساعٍ لتبديله وطاقمه العسكري.
واللواء عبد العزيز بن بداح الفغم المطيري، كان حارساً شخصياً للملك عبد الله بن عبد العزيز (1924 -2015)، وبعد وفاته أصبح حارساً شخصياً للملك سلمان بن عبد العزيز، بحسب ما أوردته صحيفة عكاظ" السعودية .
وأصدر الملك سلمان بن عبد العزيز، في منتصف العام 2017، أمراً ملكياً بترقية عبد العزيز الفغم (ترقية استثنائية) إلى رتبة لواء.
ووصفت "عكاظ" الفغم بأنه "أشهر حارس ملكي" في العصر الحديث، ونسبت تلك التسمية إلى إعلام غربي، كما أشارت إلى أنه حصل على لقب "أفضل حارس شخصي على مستوى العالم" من قبل منظمة الأكاديمية العالمية.