كشف المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، العميد يحيى سريع، يوم الاحد، تفاصيل العملية التي أطلقتها قوات الجماعة في أواخر أغسطس الفائت في نجران جنوبي المملكة العربية السعودية.
وقال سريع في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء، اليوم الأحد، إن العملية "أكبر عملية استدراج لقوات العدو، وهي من العمليات النوعية من حيث التخطيط والحجم والكثافة النيرانية والمساحة الجغرافية".. مشيرا إلى أن العملية التي نفذتها قوات جماعته وأطلقت عليها اسم "نصر من الله" تمت في محيط نجران وشملت 9 هجمات صاروخية وأسر آلاف الجنود.
وذكر سريع، أن "العملية استهدفت مقرات وقواعد عسكرية منها مطارات تقلع منها الطائرات المعادية، وأن قوات الدفاع الجوي التابعة للحوثيين أجبرت مروحيات الأباتشي والطيران الحربي التابع للتحالف على مغادرة منطقة العمليات".
وأشار إلى أن سلاح الجو المسير التابع للحوثيين "نفذ أكثر من 20 عملية أربكت قوات العدو، منها عملية على هدف عسكري حساس في العاصمة السعودية الرياض" حد قوله.
وعرض المتحدث باسم قوات جماعة الحوثيين، خلال المؤتمر الصحافي، مشاهد فيديو وصور عن العملية التي قال إنها تنقسم إلى عدة مراحل ويتم اليوم الإعلان عن نجاح المرحلة الأولى، حد تعبيره.. موضحا أن "المرحلة الأولى من العملية استغرق إنجازها 72ساعة، شن فيها طيران العدوان 300 غارة، 100 منها خلال 48 ساعة".
تأتي هذه العملية على الرغم من إعلان قيادة جماعة الحوثيين (أنصار الله) في 20 سبتمبر الجاري، مبادرة لوقف هجماتها على الأراضي السعودية.
ولم يصدر أي تعليق من التحالف العربي بقيادة السعودية على ما أعلنه المتحدث العسكري للحوثيين، حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
المتحدث باسم قوات جماعة الحوثيين، زعم في مؤتمره الصحفي، أن قواته "تمكنت من تحرير 350 كيلو متر مربع في المرحلة الأولى من العملية بما فيها مواقع ومعسكرات، وسقط خلالها 3 ألوية بجنودها وعتادها".. مشيراً إلى سقوط أكثر من 200 جندي من "قوات العدو استهدفوا بعشرات الغارات لطيران التحالف أثناء الفرار أو الاستسلام"، مؤكدا أن خسائر الطرف الآخر تجاوزت 500 ما بين قتيل وجريح، فضلاً عن استيلاء الحوثيين على مئات المدرعات والآليات وكميات من الأسلحة والعتاد، حد قوله.
واتهم المتحدث العسكري للحوثيين طيران التحالف العربي باستهداف الجنود والعسكريين اليمنيين وغيرهم لمنعهم من الفرار أو الاستسلام، حسبما صرح به.
كما زعم أن "أكثر من الفين مقاتل من قوات العدو وقعوا في الأسر، عدد منهم من الأطفال"، مبينًا أن "العدوان زج بالأطفال اليمنيين إلى جبهات الحدود للدفاع عن قواته وهذه جريمة كبيرة تتنافى مع العادات والقوانين الدولية"، حسب تعبيره.
وذكر سريع أن معظم الأسرى في العملية "من المخدوعين اليمنيين وهناك أسرى من جنسيات أخرى"، داعياً إلى "إجراء تبادل شامل للأسرى"، معتبراً أن ما حققته قواته "يأتي في إطار الرد المشروع على استمرار العدوان وتعنته في حل قضية الأسرى".
وكانت جماعة الحوثيين أعلنت الجمعة قبل الماضية، أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، مطالبة الرياض بإعلان مماثل، فيما قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير السبت إن الرياض ستراقب مدى جدية تطبيق هذه المبادرة على الأرض وذلك في أول رد فعل سعودي.
وجاء إعلان الحوثيين عن مبادرتهم عقب أيام من تعرض منشأتين نفطيتين عملاقتين شرقي السعودية لهجوم بطائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين المسؤولية عنها، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بالوقوف وراء الهجوم وهو ما نفته طهران بشدة، محذرة من أي تحركات عسكرية ضدها.
وتسبب الهجوم على المنشأتين النفطيتين في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً.
ورغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم على المنشآت النفطية، لكن المسؤولين السعوديين والأمريكيين والأوروبيين رفضوا الإعلان بوصفه محاولة مكشوفة لإخفاء دور إيران في الهجوم. وأكدوا أن الحوثيين لا يمتلكون الأسلحة ولا المهارات التي تمكنهم من شن هذا الهجوم المتطور.