بعد أكثر من 5 سنوات على إغلاقه بسبب الحرب السورية والحرب ضد التنظيمات الإرهابية، أعادت السلطتين السورية والعراقية اليوم الاثنين، فتح معبر "البوكمال - القائم " الواقع على الحدود بين البلدين.
وبحسب وكالات دولية فإن أولى الشاحنات عبرت اليوم من هذا المنفذ الواقع تحت سيطرة سلطات دمشق والسلطات الفدرالية العراقية، إضافة إلى معبر الوليد المدمر، فيما المعابر الأخرى على طول الحدود تقع تحت سيطرة الأكراد الذين يتمتعون بحكم ذاتي في العراق، وإدارة ذاتية معلنة في سوريا.
وكانت هيئة المنافذ الحدودية العراقية أعلنت السبت الفائت، موافقة حكومتها على افتتاح معبر القائم - البوكمال أمام حركة نقل البضائع والأشخاص بعد استكمال كل الإجراءات المطلوبة .
وأنهت الجهات المعنية بإدارة المعبر وتنظيم العبور جميع الترتيبات والتحضيرات لإعادة فتح مركز البوكمال - القائم الحدودي بين سوريا والعراق ليكون بوابة العبور الرئيسية بين البلدين.
وقبل اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، مثل معبر البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا ممراً استراتيجياً بين البلدين، وذلك قبل سيطرة فصائل معارضة عليه، ثم جبهة النصرة التي تعرف الآن باسم هيئة تحرير الشام بعد إعلان فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" سيطر في العام 2014 على المعبر قبل أن تتقلص سيطرته تدريجياً ويتم طرده من المنطقة أواخر العام 2017 من قبل وحدات الجيش العربي السوري.
والعراق واحدة من بين دول قليلة في المنطقة، التي لا تزال تحتفظ بعلاقات رسمية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قاطعته دول كثيرة نتيجة قمعه لاحتجاجات شعبية في بلاده اندلعت العام 2011، قبل أن تتطور إلى حرب أهلية شارك فيها جماعات وتنظيمات إرهابية.
ويرتبط العراق مع سوريا بثلاثة معابر رسمية تحمل تسميات مختلفة على الجانبين ، هي: القائم من الجانب العراقي، والذي يقابله البوكمال على الجانب الآخر ، ويعد المعبر الرئيس بين البلدين حيث كان قبل إغلاقه يستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية إضافة إلى الشاحنات القادمة والمغادرة من وإلى سورية ، ومعبر الوليد في العراق، ويقابله التنف على الجانب السوري، وربيعة يقابله اليعربية في سوريا.
وأُغلقت المعابر الثلاثة إثر سيطرة تنظيم "داعش" المتشدد على مناطق شمال وغرب العراق صيف العام 2014، إضافة إلى مناطق شاسعة في الطرف الآخر من الحدود السورية.
وبعد أكثر من ثمان سنوات من النزاع الدامي والمدمر في سوريا، أصبحت الحكومة السورية تسيطر على نحو نصف المعابر الحدودية الرسمية الرئيسية الـ19 مع الدول المجاورة أي لبنان والأردن والعراق وتركيا.
ومع استعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد أغلب أنحاء البلاد بمساعدة حليفتيها روسيا وإيران، تسعى الحكومة السورية إلى إعادة فتح المعابر الحدودية مع الدول المجاورة لها، لما لذلك من أهمية كبيرة في تحقيق ما ترجوه من إنعاش لاقتصادها المنهار وإعادة البناء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.