قناة الجزيرة تتحدث بالأرقام عن استنزاف السعودية في "الوحل اليمني"

الدوحة (ديبريفر)
2019-10-01 | منذ 3 سنة

قوات سعودية

قالت قناة "الجزيرة" القطرية إن السعودية تتجرع كأس الحرب التي تشنها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن منذ أربع سنوات ونصف.

وأضافت "الجزيرة" في تقرير لها أن الحرب التي ظنتها السعودية خاطفة لن تستغرق سوى بضعة أشهر للقضاء على "جماعة متمردة" ترتد عليها خسائر عسكرية واقتصادية لم يُفصح بعد عن أبعادها.

وأوضحت أنه "بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات شمالية عدة في سبتمبر 2014، أعلنت السعودية إطلاق "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية، غير أن المطاف انتهى بها في "الوحل اليمني"، متكبدة خسائر في الأرواح والعتاد، فضلاً عن استهداف مواقع حيوية عسكرية ونفطية داخل السعودية".

وأردفت القناة في تقريرها، "لم يعد التساؤل حالياً، كما كان سابقاً، عن عدد الطلعات الجوية السعودية والمواقع الحوثية العسكرية المستهدفة، بل عن الهجمات المضادة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي بات الداخل السعودي فيها هدفاً سهلاً لجماعة الحوثيين".

وأشار التقرير إلى أن جماعة الحوثيين كشفت السبت الماضي عن تنفيذها مؤخراً عملية عسكرية كبرى في محور نجران بالسعودية، أطلقت عليها اسم "نصر من الله"، سقط خلالها ثلاثة ألوية عسكرية وآلاف الأسرى، بينهم مئات السعوديين من الجنود والضباط.

ونقلت القناة عن موقع "راصد اليمن" المقرب من الحوثيين أن قواتهم دمرت أكثر من 170 دبابة في مناطق جيزان ونجران وعسير، المتاخمة للحدود اليمنية.

كما دمرت جماعة الحوثيين 32 دبابة وثلاثين مدرعة وأكثر من مئة آلية مختلفة، إضافة إلى طائرتي إف 16 اعترفت السعودية بواحدة منها، في حين ذكرت أن الأخرى سقطت نتيجة خلل فني، وأسقطت الجماعة ثلاث مروحيات حربية من نوع أباتشي في المناطق الحدودية وثلاث طائرات استطلاع.

وأفاد التقرير أن السلطات السعودية أعلنت في مايو العام الماضي، عن مقتل 12 جندياً سعودياً في أسبوع واحد، جراء مواجهات في الحدود مع الحوثيين، كما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن ما لا يقل عن ألف جندي سعودي قتلوا منذ بداية الحرب في مارس 2015 وحتى أواسط العام الماضي، في حين تقول مصادر مناهضة للحرب إن الرقم أكبر من ذلك بكثير.

وتناول تقرير الجزيرة، ما تداولته وسائل الإعلام السعودية في بداية عاصفة الحزم حول تكاليف الحرب التي شنتها المملكة ضد "تمرد" الحوثيين على الحكومة "الشرعية" ، التي قالت إنها قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات شهرياً، مشيرة إلى أن تلك التكاليف لن تشكل عبئاً على ميزانية الدفاع والأمن السعوديين.

ونسب التقرير إلى تقديرات إشارتها إلى أن السعودية قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهرياً على الضربات الجوية باستخدام مئة طائرة، كما أشارت إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمر أكثر من خمسة أشهر ربما ستكلف الرياض أكثر من مليار دولار.

وحسب تقارير سعودية، فإن تكلفة الطائرات المشاركة بالحرب تصل إلى نحو 230 مليون دولار شهرياً، تشمل التشغيل والذخائر والصيانة، أي أكثر من ثمانية مليارات دولار في ثلاث سنوات فقط.

واستطرد التقرير "وإذا كانت الدفاعات الجوية للحوثيين تمثل نقطة ضعفهم في الحرب، فإنها استطاعت -بمساعدة إيران كما تقول السعودية- أن تنقل المعركة إلى الداخل السعودي عبر استهدافها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة كبدتها خسائر بشرية واقتصادية".

ولفت إلى أن السعودية تعتمد على صواريخ الباتريوت الأمريكية كمنظومة دفاع جوية لصد الصواريخ الباليستية للحوثيين، مبيناً أن تكلفة صاروخ الباتريوت تبلغ ثلاثة ملايين دولار، ويستلزم إسقاط صاروخ باليستي ثلاثة صواريخ باتريوت على الأقل.

ووفقاً للتقرير صرح المتحدث باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العقيد تركي المالكي، في أبريل العام الماضي أن الحوثيين أطلقوا 119 صاروخاً باليستياً على السعودية، أي أن اعتراض تلك الصواريخ فقط يكلف السعودية عشرات الملايين من الدولارات.

ونشر موقع فورين بوليسي على الإنترنت تقريراً في ديسمبر 2016 ذكر فيه أن الحرب في اليمن كلفت السعودية 5.3 مليارات دولار فقط من ميزانية الدفاع خلال عام 2015.

وقال فورين بوليسي إن الرياض بدأت بيع أصولها في الأسواق الأوروبية، مشيراً إلى تقديرات أعدتها رويترز ذكرت فيها أن المملكة تنفق 175 مليون دولار شهريا للتفجيرات في اليمن، و500 مليون دولار إضافية للتوغلات البرية، كما أجبرت هذه النفقات غير المتوقعة الرياض على بيع 1.2 مليار دولار من حيازاتها البالغة 9.2 مليارات دولار في الأسهم الأوروبية.

وأضافت "الجزيرة" في تقريرها، أنه كان لحرب اليمن أيضاً آثار غير مسبوقة على الاحتياطات الأجنبية السعودية، فخلال عام 2015 فقط، انخفضت الاحتياطات الأجنبية السعودية من 732 مليار دولار إلى 623 مليار دولار في أقل من 12 شهرا.

وتابعت "لم تعد تهديدات الحوثيين العسكرية على الحدود الجنوبية، وإنما باتت السعودية مهددة في قلبها ومنشآتها الحيوية، خاصة النفطية منها، إلى جانب المطارات".

وأوضح تقرير "الجزيرة" أنه إلى جانب الخسائر العسكرية، استهدف الحوثيون منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي المملكة بطائرات مسيرة، وتعد المنشأتان القلب النابض لصناعة النفط في المملكة، إذ يصل إليهما معظم الخام المستخرج للمعالجة، قبل تحويله للتصدير أو التكرير، وأدت الضربات إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 ملايين برميل في اليوم، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط تقريبا.

واختتم التقرير بالقول إنه "في حين صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكثر من مرة بأن اجتياح صنعاء وتخليصها من الحوثيين لن يستغرق سوى أيام وبالقوات السعودية فقط، تقول الوقائع على الأرض إن مليشيا متمردة استطاعت تكبيد رابع أكبر دولة في العالم إنفاقاً على السلاح خسائر المخفي منها أضعاف ما هو معلن".

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet