Click here to read the story in English
توعدت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، يوم الثلاثاء، التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن، بمزيد من "الضربات الموجعة" في حال عدم التعاطي مع مبادرة السلام التي أطلقتها في 20 سبتمبر الماضي.
جاء ذلك على لسان القيادي مهدي المشاط رئيس مايسمى المجلس السياسي الأعلى الذي انشأته جماعة الحوثيين لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن، خلال لقائه مساء الثلاثاء المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وزعم المشاط أن جماعته قدمت العديد من الخطوات العملية التي تؤكد جديتها في التوصل إلى السلام منها تنفيذ ما يزيد عن 90 بالمائة من التزامات اتفاق ستوكهولم المتعلق بالحديدة منذ عدة أشهر، دون أن يقدم الطرف الآخر أي خطوة في الاتفاق، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون.
وقال "في سبيل السلام قدمنا العديد من المبادرات آخرها وقف استهداف السعودية مقابل وقف استهداف الأراضي اليمنية ورفع الحصار، وإطلاق سراح المئات من الأسرى من جانب واحد، فيما لا يزال العدوان يحجم عن تقديم أي خطوات عملية تؤكد رغبته بالسلام".
وأضاف القيادي الحوثي، "حين أطلقنا المبادرة كان هدفنا هو السلام، وفي سبيل التوصل إليه اضطررنا إلى تأجيل العديد من الضربات الاستراتيجية التي تم الإعداد والتخطيط لها وهي لا تقل من حيث الحجم والتأثير عن ضربة أرامكو".
وأشار إلى أن جماعته منحت "الطرف الآخر (السعودية) الفرصة لالتقاط المبادرة واستغلالها وسماع صوت العقل والمنطق"، مستطرداً : "أردنا أن نعلي صوت السلام، وإذا لم يستمعوا له فلدينا ضربات موجعة ستجعلهم يستمعون إليه".
واعتبر أن "موقف الطرف الآخر من السلام لم يتعد التصريحات التي ليس لها أي ترجمة على أرض الواقع".
وكانت جماعة الحوثيين أعلنت أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، مطالبة الرياض بإعلان مماثل، وذلك ضمن "مبادرة سلام" هدفها إتمام مصالحة "وطنية شاملة" بموجب مفاوضات "جادة وحقيقية" بين مختلف أطراف الحرب.
واعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إعلان جماعة الحوثيين وقف إطلاق النار من جانبها خطوة إيجابية للدفع للأمام نحو حوار سياسي أكثر جدية ونشاطاً لإنهاء الحرب، لكنه طالب إيران أولاً بإيقاف دعمها للحوثيين ليكون الحل السياسي أكثر سهولة.
ولفت المشاط إلى "أن دول العدوان (التحالف) وبدلاً من أن تقدم خطوات عملية نحو السلام عملت على تصعيد حربها الاقتصادية من خلال تصعيد أعمال القرصنة واحتجاز السفن التي تحمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية" حد تعبيره.
وحذر من "أن تلك الأعمال ترفع من مستوى تهديد الملاحة البحرية وعسكرة البحر الأحمر"، محملاً دول التحالف تبعات كل ذلك.
ودعا المشاط الأمم المتحدة إلى "القيام بدورها بفتح مطار صنعاء الدولي باعتباره يندرج ضمن الملفات الإنسانية"، متهماً إياها بعدم التفاعل الجدي إزاء استمرار الحصار المفروض على مدينة الدريهمي في محافظة الحديدة غربي البلاد منذ أكثر من عام.
وبحسب الأمم المتحدة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ سقط نحو 11 ألف آلاف قتيلاً من المدنيين وأصيب عشرات الآلاف غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، وجرح مئات الآلاف، وشرد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفر الآلاف خارجها ، فيما يحتاج 24 مليون شخص، أي نحو 75 بالمائة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 ملايين شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.