قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير اليوم الأربعاء، إن المملكة لم ولن تتحدث عن اليمن مع النظام الإيراني، مشيراً إلى أن إعلان مسؤولين إيرانيين عن إرسال الرياض رسائل إلى طهران من خلال دول أخرى "أمر غير دقيق".
وأكد الجبير في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أن المملكة لم ولن تتحدث عن اليمن مع النظام الإيراني، معتبراً أن "اليمن شأن اليمنيين بكافة مكوناتهم، وأن سبب أزمة اليمن هو الدور الإيراني المزعزع لاستقراره والمعطل للجهود السياسية فيه"، حسب قوله.
وأضاف أن "آخر مايريده النظام المارق في إيران هو التهدئة والسلام في اليمن فهو الذي يزود أتباعه بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف أبناء اليمن وأمن المملكة ودول المنطقة كجزء من نهج هذا النظام التوسعي الساعي لفرض سيطرته على الدول العربية عبر الميليشيات التابعة له".
وتابع متسائلاً "إن كان النظام الإيراني يريد السلام والتهدئة في اليمن فلماذا لم يقدم عبر تاريخه أي مساعدات تنموية أو إنسانية للشعب اليمني الشقيق بدلاً عن الدمار الذي تجلبه الأسلحة والصواريخ الباليستية ؟".
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قال في مؤتمر صحفي الاثنين الفائت "وصلتنا رسائل من السعودية لكن يجب أن نشاهد رسالة علنية من قبلها ويمكن أن تكون إحدى رسائل الرياض العلنية هي إنهاء الحرب في اليمن".
وأضاف ربيعي "لقد طالبنا بإنهاء الحرب على اليمن منذ البداية، ونرى أن الحل هو وقف إطلاق النار".
وفيما يتعلق بإرسال المملكة رسائل إلى إيران أوضح الجبير أن"ما ذكره متحدث النظام الإيراني هو أمر غير دقيق، ما حدث هو أن دولاً شقيقة سعت للتهدئة، وأبلغناهم بأن موقف المملكة يسعى دائماً للأمن والاستقرار في المنطقة".
وأردف: "كما أبلغناهم بأن التهدئة يجب أن تأتي من الطرف الذي يقوم بالتصعيد ونشر الفوضى عبر أعماله العدائية في المنطقة، ونقلنا لهم موقفنا تجاه النظام الإيراني الذي نعلنه دائماً".
وتابع الجبير "موقف المملكة أعيده هنا لعلهم يسمعون: أوقفوا دعمكم للإرهاب، وسياسات الفوضى والتدمير، والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، وتطوير أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ الباليستية، تصرفوا كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب".
وتلقي السعودية بالمسؤولية على إيران في هجوم استهدف اثنتين من منشآتها النفطية في 14 سبتمبر وتبنته جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن المدعومة من إيران.
وكان ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان حذر في مقابلة تلفزيونية بثت يوم الأحد من أن أسعار النفط قد ترتفع "إلى مستويات كبيرة لم نرها في حياتنا" إذا لم يتوحد العالم لردع إيران، لكنه عبر عن تفضيله للحل السياسي على العسكري.
وسبق أن أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن بلاده مستعدة لخفض التوتر مع السعودية إذا كان الطرف الآخر مستعداً.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن موسوي القول -ردا على سؤال بشأن إمكانية التهدئة بين إيران والسعودية- "هناك دائما إمكانية لحل النزاعات من خلال الحوار، وإيران لا ترفض جهود الذين يرغبون في تجنب انعدام الأمن في المنطقة، نعلن دائماً أننا ندعم هذه الإجراءات، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".