اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يوم الأربعاء، جماعة الحوثيين (أنصار الله) بالاستمرار في "عرقلة" عمل المنظمات الدولية العاملة في صنعاء، من خلال "ترهيب"موظفي هذه المنظمات، و"الضغط" عليهم.
وقالت وزارة الخارجية في حكومة اليمن "الشرعية"، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في الرياض والتابعة لتلك الحكومة، إن آخر تلك العراقيل "طرد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وسحب تصريح سفره وإرغامه على مغادرة صنعاء.
واعتبرت أن مثل هذه الممارسات توضح للعالم دور الحوثيين في إضعاف عمل المنظمات الدولية العاملة في اليمن من خلال ترهيب موظفيها وممارسة الضغوطات عليهم، في ظل سكوت وصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
والثلاثاء الماضي، كشف مصدر مطلع في مكتب مفوضية حقوق الإنسان بصنعاء، أن جماعة الحوثيين منعت ممثل المفوضية العبيد أحمد العبيد من دخول صنعاء وأجبرت طائرته على العودة إلى العاصمة الأردنية عمان، فور هبوطها في مطار العاصمة يوم الإثنين ، ولم تسمح له بمغادرتها، باعتباره "شخص غير مرغوب فيه" وذلك، على خلفية تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة الصادر مؤخراً، والذي أدان الجماعة بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.
وأضاف بيان وزارة الخارجية أن "الحكومة قدمت وما زالت تقدم كل الدعم لمكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن، حرصاً منها على التخفيف من معاناة المواطنين، ومن أجل حفظ وتعزيز حقوق الإنسان في عموم مناطق اليمن، رغم ملاحظاتها على أداء مكتب المفوضية".
وأشار البيان إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها تسمح لكافة مكاتب الأمم المتحدة العمل في صنعاء على الرغم من وقوعها تحت سيطرة جماعة الحوثيين.
وأكد حرص الحكومة "الشرعية" على توسيع العمل مع المفوضية من خلال افتتاح مكتب لها في محافظة عدن التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد، "حرصاً وتأكيداً منها على تنفيذ تعهداتها والتزاماتها في مجال حقوق الإنسان".
ودعت خارجية الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "الوقوف بحزم وإدانة هذه الممارسات والانتهاكات التي تهدف إلى عرقلة وتخويف وإرهاب العاملين الدوليين في صنعاء، وبالمناطق الخاضعة للحوثيين".
وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لضمان عدم المساس بأمان وسلامة وحيادية موظفي المنظمات الدولية في اليمن، حد تعبير البيان.
ويوم الإثنين أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، أن وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ التابعة للجماعة هشام شرف، بحث مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأمن والسلامة جيل ميشو، "أوجه التنسيق في تعزيز جوانب الأمن والسلامة لمكاتب المنظمات والبرامج والوكالات العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة والأطقم العاملة معها في اليمن".
وزعم شرف أن "حكومة الإنقاذ والجهات والأجهزة التابعة لها تقدم كافة التسهيلات لعمل الأمم المتحدة وتتولى مسئولية توفير الأمن لها ولطواقمها خلال تحركاتها بالمحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى، بما يضمن استمرار تقديم خدماتها الإنسانية والإغاثية للمواطنين بمختلف المحافظات".
وذكرت "سبأ" أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة "شدد على أهمية استمرار عمل الأمم المتحدة ومنظماتها وبرامجها ووكالاتها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في اليمن وتوسيع أنشطتها وأماكن تواجدها".
وقال إن "ذلك يتطلب منح التأشيرات للطواقم الدائمة والمؤقتة، والسماح بدخول المواد اللوجستية الضرورية التي تحددها معايير الأمم المتحدة وتطبق في جميع دول العالم وخاصة التي تتعرض لكوارث إنسانية".
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.