نفت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، يوم الخميس، استخدام ميناء الحديدة غربي البلاد، لأغراض عسكرية، في وقت قال مسؤول محلي موالٍ للحكومة المعترف بها دولياً إن الجماعة حصلت على أجهزة تنصت وتشويش حديثة من إيران عبر الميناء.
واعتبرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في بيان ما ورد على لسان المتحدث باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن تركي المالكي، "من ادعاءات ومزاعم كاذبة" حول استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، "تهدف لتبرير الانتهاكات التي يرتكبها التحالف، باستمرار القصف الجوي وتشديد الحصار على الموانئ اليمنية، وعرقلة دخول البضائع والاحتياجات الإنسانية".
وأوضح البيان أن آخر تلك الانتهاكات "منع دخول 13 سفينة محملة بالمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة منذ أكثر من شهر، رغم منحها تصاريح الدخول وخضوعها للتفتيش من قبل الأمم المتحدة".
وقالت مؤسسة الموانئ، إن اتهامات التحالف تأتي رغم تواجد فريق الأمم المتحدة المشرف على آلية الرقابة والتفتيش على تنفيذ اتفاق السويد في ميناء الحديدة، وموظفي البرنامج الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي الذين هم على اطلاع بما يجري ويديرون أنشطتهم داخل الميناء.
وعدّت ذلك "اتهاماً صريحاً لفريق الأمم المتحدة، الذي تتواجد بعثته في الميناء منذ أشهر، ويقوم بمهامه في مراقبة تنفيذ اتفاق السويد".
وحمّلت المؤسسة، دول التحالف "المسؤولية الكاملة عن أي محاولة استهداف مباشر قد يتعرض له ميناء الحديدة سواء بالقصف أو بتشديد الحصار عليه تحت ذرائع وإدعاءات لا أساس لها من الصحة"، حد تعبير البيان.
يأتي ذلك في حين قال وكيل محافظة الحديدة التابع للحكومة اليمنية المعترف به دولياً وليد القديمي، إن جماعة الحوثيين حصلت على أجهزة تنصت وتشويش حديثة من إيران عبر ميناء الحديدة.
وأضاف القديمي في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة أن "هذه الشحنة وصلت في سفن تجارية، وجرى تجميع القطع في أحد المواقع القريبة من المناطق السكنية داخل المدينة، وبدأ فعلياً استخدامها".
واعتبر أن الحديدة "أصبحت نقطة رئيسية للميليشيات لاستقبال كل قطع الأجهزة الحديثة والأسلحة وتجميعها داخل مناطق سكنية ومن ثم استخدمها بشكل فعال على الجبهات".
وأشار إلى أن "المعلومات الاستخباراتية الواردة من الحديدة تؤكد أنه يدير شبكة التنصت والتشويش عدد من الخبراء الإيرانيين الموجودين داخل الحديدة منذ سنوات عدة"، حد زعمه.
واتهم وكيل محافظة الحديدة، الحوثيين بوضع عدد من أجهزة التنصت على مركبات مموهة تسير بالقرب من الجبهات الرئيسية، وتقوم برصد ومتابعة المكالمات الواردة من الهواتف للقطاعات العسكرية في تلك المواقع.
وحذر المسؤولين من استخدام الهواتف النقالة في هذه المرحلة، معتبراً ذلك خطر على سير المعارك وسلامة القيادات العسكرية، مطالباً الحكومة اليمنية "الشرعية" بالتدخل السريع وإطلاق شركات اتصالات مستقلة.
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.
ومراراً اتهم التحالف العربي الحوثيين، باستخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، وأنهم يتلقون أسلحة من إيران عبر هذا المنفذ البحري.
ويعتبر ميناء الحديدة، من أهم وأكبر موانئ اليمن، حيث يتم عبره استيراد وإيصال حوالي 70 بالمئة من السلع التجارية والإغاثية في البلاد.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.