قال مسؤول عسكري رفيع في جماعة الحوثيين (أنصار الله) إن جماعته مستعدة لخوض حرب طويلة إذا أراد ذلك التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون عن رئيس هيئة الأركان العامة قوات جماعة الحوثيين، اللواء محمد الغماري قوله إن "طريق السلام يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وجدية العدو تتضح بالأفعال لا الأقوال"، في إشارة إلى التحالف العربي وعملياته العسكرية في اليمن.
وأضاف "لدينا من أسلحة الردع ما يجعلنا في موقع القدرة على تنفيذ ما وعدت به القيادة شعبنا العزيز وما توعدت به قوى العدوان والاحتلال".
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وتوعد القيادي الحوثي بتصعيد الهجمات ضد دول التحالف في حال استمرار عملياتها العسكرية، ومضى قائلاً "إذا استمر العدوان، فعليه أن يستعد لتلقي الضربات العسكرية الأشد إيلاماً، كلما استمر العدوان كلما تصاعدت عملياتنا العسكرية الدفاعية المشروعة وتنوعت أهدافنا واتسعت خارطة الأهداف لتشمل ما يتوقعه العدو وما لا يتوقعه".
وتابع "موقفنا لم ولن يتغير فنحن ندافع عن بلدنا وهذا حق مشروع وسنتخذ كل ما بوسعنا من أجل ممارسة هذا الحق، ولن نتردد بالأفعال قبل الأقوال في الدفاع عن شعبنا والعمل على رفع معاناته بشتى الوسائل والطرق".
وكانت جماعة الحوثيين أعلنت في 20 سبتمبر الماضي أنها ستتوقف عن شن الهجمات على السعودية، مطالبة الرياض بإعلان مماثل، وذلك ضمن "مبادرة سلام" هدفها إتمام مصالحة "وطنية شاملة" بموجب مفاوضات "جادة وحقيقية" بين مختلف أطراف الحرب.
والأسبوع الماضي اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إعلان جماعة الحوثيين وقف إطلاق النار من جانبها خطوة إيجابية للدفع للأمام نحو حوار سياسي أكثر جدية ونشاطاً لإنهاء الحرب، لكنه طالب إيران أولاً بإيقاف دعمها للحوثيين ليكون الحل السياسي أكثر سهولة.
فيما قال نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، الجمعة الماضية، إن المملكة تنظر بإيجابية إلى إعلان التهدئة من قبل جماعة الحوثيين، مشيراً إلى أن بلاده تسعى دوماً ذلك وأعرب عن الأمل في تطبيق التهدئة بشكل فعلي.
ومنذ 26 مارس 2015 شنت مقاتلات التحالف آلاف الغارات الجوية على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات اليمن، يقول إنها تستهدف تجمعات ومواقع ومخازن أسلحة وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين. لكن بعض الضربات الجوية أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف باستهداف المدنيين، وارتكاب جرائم قد تصل إلى مستوى "جريمة حرب"، وهو اتهام ينفيه التحالف.
وبحسب الأمم المتحدة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ سقط نحو 11 ألف آلاف قتيلاً من المدنيين وأصيب عشرات الآلاف غالبيتهم نتيجة غارات طيران التحالف، وجرح مئات الآلاف، وشرد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفر الآلاف خارجها ، فيما يحتاج 24 مليون شخص، أي نحو 75 بالمائة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 10 ملايين شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.