اتفاق بين الأكراد والنظام السوري لصد الهجوم التركي وواشنطن تسحب باقي قواتها

دمشق ـ واشنطن (ديبريفر)
2019-10-14 | منذ 3 سنة

أفادت وسائل إعلام رسمية سورية اليوم الاثنين، أن قوات الجيش دخلت بلدة تل تمر في شمال شرق البلاد بعد أن توصلت دمشق لاتفاق مع الأكراد للانتشار هناك بهدف التصدي للهجوم التركي، فيما دفع الجيش التركي والقوات السورية الموالية له بتعزيز عسكرية إلى محيط مدينة منبج غربي الفرات بريف حلب الشرقي.

وقال بدران جيا كرد المسؤول الكردي السوري البارز إن اتفاقاً عسكرياً مبدئياً مع دمشق يقتصر على انتشار الجيش على طول الحدود وإن الجانبين سيبحثان القضايا السياسية في وقت لاحق.

وكانت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا أعلنت يوم الأحد أن الجيش السوري سينتشر على امتداد الحدود مع تركيا للمساعدة في صد الهجوم التركي و "تحرير الأراضي التي دخلها الجيش التركي والمرتزقة" وذلك في إشارة إلى قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

وأوضح بدران جيا أن الاتفاق يقضي بدخول القوات الحكومية المناطق الحدودية من بلدة منبج إلى ديريك في شمال شرق البلاد.

وذكر أن السلطات التي يقودها الأكراد اضطرت للبحث عن سبل لحماية المنطقة بعد أن منحت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لهجوم تركي هناك.

وكان القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي قال يوم الأحد إن  الروس والنظام السوري قدما "اقتراحات قادرة على انقاذ حياة ملايين من الناس يعيشون تحت حمايتنا".

وأضاف عبدي في مقال في مجلة "فورين بوليسي "نعرف أنه سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة مع موسكو وبشار الأسد اذا اخترنا طريق العمل معهم.
لكن علينا الاختيار بين التنازلات او إبادة شعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا".

من جهتها قالت القوات السورية الموالية للجيش التركي إنها ستتقدم إلى مدينة منبج إذا وصلت أرتال عسكرية للنظام إلى المدينة.

وتقع منبج غربي نهر الفرات، ولم تنفذ تركيا ولا القوات السورية الموالية لها أي عملية عسكرية فيها ضمن عملية نبع السلام، التي تركزت بين مدينتي رأس العين وتل أبيض شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.

وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على مناطق في شرق وشمال سوريا منذ أن انزلقت البلاد إلى حرب أهلية في عام 2011، حيث أقامت إداراتها الخاصة لكنها تقول دائماً إن هدفها الحكم الذاتي وليس الاستقلال.

يأتي ذلك فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مساء الأحد سحب قواتها من شمال سوريا، بعدما علمت أن تركيا تعتزم توسيع هجومها.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن الرئيس دونالد ترامب أمر بالبدء في سحب القوات الأمريكية في شمال سوريا "بأسرع وقت ممكن".

وأضاف إسبر "لدينا قوات أمريكية ستكون محصورة على الأرجح بين قوتين متعارضتين وهذا وضع لا يمكن الدفاع عنه"، دون مزيد من التوضيح، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وفي وقت سابق الأحد قال إسبر في مقابلة على شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية إن بلاده تستعد لإجلاء نحو 1000 جندي أمريكي من شمالي سوريا.

وأكد أن الانسحاب من سوريا سيكون انسحاباً مدروساً، وأنهم يريدون إجراؤه بأمان وبسرعة قدر الإمكان، دون تفاصيل إضافية.

وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن واشنطن علمت أن أنقرة تعتزم توسيع نطاق هجومها إلى الجنوب أكثر مما كان مخططًا له في الأصل، وإلى الغرب.

وأضاف "لن ننخرط في قتال مع تركيا الحليف القديم لحلف شمال الأطلسي (ناتو) نيابة عن قوات سوريا الديمقراطية".

وبعد خمسة أيام من المعارك التي رافقها قصف مدفعي وجوي كثيف، باتت القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على نحو مئة كيلومتر على طول الحدود بين مدينة تل أبيض (شمال الرقة) وبلدة رأس العين (شمال الحسكة) بعمق نحو 30 كيلومتراً، وفق المرصد السوري.

وقد سيطرت تلك القوات، بحسب المصدر ذاته، الأحد على مدينة تل أبيض، ولا تزال بلدة رأس العين تشهد اشتباكات.

ومنذ التاسع من أكتوبر الجاري تنفذ القوات التركية مع قوات "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة عملية عسكرية أُطلق عليها "نبع السلام" لطرد الوحدات الكردية من المناطق الحدودية الواقعة شرق نهر الفرات شمال سوريا، وإقامة "منطقة آمنة" تقول أنقرة إنها ستعمل على إسكان اللاجئين السوريين فيها.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet