سي إن إن: الإمارات زودت "ميليشياتها في اليمن بالأسلحة الأميركية

واشنطن (ديبريفر)
2019-10-20 | منذ 4 سنة

أسلحة إماراتية

Click here to read the story in English

قالت شبكة CNN الأمريكية، إن أسلحة وفرتها الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها وصلت إلى ما وصفته بالأيادي الخطأ في اليمن عبر دولة الإمارات الشريك الثاني في التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية هناك.

وأوضحت الشبكة في تحقيق جديد، أنها توصلت إلى أدلة تظهر أن العتاد العسكري الذي بيع لحلفاء الولايات المتحدة قد تم توزيعه، في انتهاك لصفقات الأسلحة، على "مجموعات من الميليشيات"، بما في ذلك الانفصاليون الذين تدعمهم الإمارات، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح.

وذكر التحقيق أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي تستخدم ذلك السلاح الآن لمحاربة قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معتبراً ذلك انتهاكاً لقانون مبيعات الأسلحة.

وكانت الشبكة الأمريكية أكدت في تحقيق سابق لها في فبراير الماضي، تتبع الأسلحة الأمريكية الصنع التي بيعت للسعودية والإمارات، العثور على الأسلحة في أيدي مقاتلين من غير الدول الموجودة على الأرض في اليمن، بما في ذلك المقاتلين المرتبطين بالقاعدة والجماعات السلفية المتشددة والحوثيين ، وذلك في انتهاك لقانون مبيعات الأسلحة.

ووفقاً لـ CNN، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بدأت حينها تحقيقاً خاصاً بشأن النقل غير المصرح به للأسلحة الأمريكية في اليمن. لكن بعد مرور أكثر من نصف عام، يبدو أن الوضع على الأرض قد ازداد سوءًا.

وفي أغسطس الماضي أحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام وأسفرت عن مقتل وجرح المئات من الطرفين.

وأفاد التحقيق CNN أنه مع تصاعد الاقتتال الداخلي في جنوب اليمن، انتهز تنظيم الدولة الإسلامي "داعش" الفرصة للظهور مرة أخرى هناك. وتبنى سلسلة من الهجمات في عدن تعد الأولى منذ أكثر من عام.

واعتبرت الشبكة الأمريكية تلك الهجمات مؤشراً مقلقاً على أن الصراع يخلق فراغاً للمتطرفين أن يزدهروا.

 

كسر اتفاقيات الأسلحة

وقالت شبكة CNN إنها تمكنت من تصوير عدد من المركبات الأمريكية المحمية ضد الألغام كمين (MRAP) التي استخدمت من قبل قوات الانتقالي الجنوبي إحداها كانت BAE Caiman واستخدمتها قوات الانتقالي في القتال بمحافظة شبوة ضد القوات الحكومية في أغسطس.

وأرجع التحقيق العديد من القطع الأخرى للأسلحة التي حددها ، إلى عقد بيع أسلحة بقيمة 2.5 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في عام 2014، لافتاً إلى أن جميع صفقات الأسلحة، أُلزمت باتفاقية المستخدم النهائي التي تؤكد على المستلم - الإمارات العربية المتحدة - كمستخدم نهائي للأسلحة.

وأضافت CNN "من هذا الدليل، من الواضح أن هذا الاتفاق قد تم كسره."

وأشارت إلى أنها، عند تحليل ساعات من الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للاشتباكات الأخيرة في جنوب اليمن، عثرت على العديد من الحالات التي تستخدم فيها تلك الأسلحة من قبل القوات المدعومة إماراتياً التي تقاتل ضد قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وأفادت أن ألوية العمالقة واحدة من أبرز تلك القوات والتي يغلب عليها السلفيين أو المحافظين سنياً للغاية والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة.

وحسب CNN يُظهر أحد مقاطع الفيديو الخاصة بتلك القوات سيارة MaxxPro MRAP أمريكية الصنع، ويُزعم أنه يتم قيادتها في قافلة للانضمام إلى معركة المجلس الانتقالي ضد القوات الحكومية في الجنوب.

ونقلت شبكة CNN عن مسؤول إماراتي كبير قوله إن لواء العمالقة "جزء من القوات اليمنية" وتحت "الإشراف المباشر" لدولة الإمارات العربية المتحدة. لكن اللواء انضم الآن إلى الانفصاليين في معركتهم ضد الحكومة.

ورداً على أحدث الأدلة، أضاف المسؤول الإماراتي: "لم تكن هناك حالات لاستخدام معدات أمريكية الصنع دون إشراف مباشر من الإمارات. باستثناء أربع سيارات استولى عليها العدو".

وحسب التحقيق، فإن استخدام الأسلحة الأمريكية لا يتم مباشرة ضد حلفاء أمريكا في اليمن، ولكن وجودها يلعب أيضاً في الدعاية الإيرانية في المنطقة.. وأحدث مثال على ذلك مشاهد لقطات يجري بثها على قناة لبنانية موالية لإيران أظهرت أن مركبات مدرعة أمريكية الصنع يتم تفريغها في ميناء يمني قبالة سفن الإمارات ما يشير إلى أن وجود أجهزة أمريكية في اليمن لا يزال ورقة لعبها أعداء أمريكا.

لقد كان قاطعاً بأن الولايات المتحدة "لم تأذن للمملكة العربية السعودية أو الإمارات بإعادة نقل أي من هذه المعدات إلى أطراف أخرى على الأرض في اليمن".

ونسبت CNN إلى السيناتور إليزابيث وارين، المرشحة الرئاسية البارزة للحزب الديمقراطي في عام 2020 ، قولها إن "تقريراً واحداً عن المعدات العسكرية الأمريكية ينتهي في أيدي أعدائنا أمر مقلق. هناك تقريران مقلقان للغاية."

وأضافت وارين، أنها تعتزم متابعة النتائج مع إدارة ترامب، مشيرة إلى أن وزارتي الدفاع والدولة لم تجيبا على الأسئلة التي طرحتها في فبراير.

فيما قال المتحدث باسم البنتاغون، المقدم كارلا غليسون إن التحقيق المشترك بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع في نقل الأسلحة غير المصرح به في اليمن ما زال "مستمراً".

ولفت التحقيق إلى أن المشرعين الأمريكيين بذلوا في الأشهر الأخيرة جهوداً متعددة لإجبار الرئيس دونالد ترامب على إنهاء الدعم المالي والعسكري الأمريكي للحرب في اليمن.

وأوضح أن السيناتور كريس مورفي قام بتأليف مشروع قانون الإنفاق السنوي على الدفاع الأمريكي ، والذي تجري مناقشته حالياً في واشنطن، والذي من شأنه أن يقطع الدعم عن التحالف الذي تقوده السعودية حتى يتمكن وزير الدفاع من التصديق بأن السعوديين والإماراتيين قد توقفوا عن نقل أسلحة الولايات المتحدة إلى أطراف ثالثة في اليمن.

وتعليقاً على ماتوصلت إليه CNN قال مورفي " لسنوات كانت الأسلحة الأمريكية الصنع تغذي الصراع في اليمن ، وليس من المستغرب أن ينتهي الأمر بهم الآن في أيدي الميليشيات الخاصة".

وأضاف "هذا يكشف التكنولوجيا العسكرية الحساسة ويعرض للخطر جنودنا. إنه أيضاً انتهاك لاتفاقات الاستخدام النهائي الأمريكية التي تحكم مبيعات ذراعنا. ولهذا السبب دفعت إلى لجنة التمويل والتخصيصات وأقرت تعديلًا في وقف هذه المشكلة".

وقالت CNN "ليس فقط المشرعون الذين يحاولون إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن"، موضحة أن 100 من قادة الديانات المسيحية من 50 دولة كتبواء هذا الأسبوع، خطاباً مفتوحاً يدعو الكونغرس الأمريكي إلى وقف مبيعات الأسلحة والدعم العسكري للسعودية والإمارات لوقف "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

ولفتت إلى أن إعلان خبراء يتبعون الأمم المتحدة الشهر الماضي بأن الدول التي تزود الأطراف المتورطة في النزاع اليمني بالأسلحة قد تكون متواطئة في جرائم الحرب.

وأوصت لجنة من الخبراء الدوليين البارزين المكلفين من الأمم المتحدة، بأن تمتنع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا عن "توفير الأسلحة لأطراف النزاع" بسبب "الخطر السائد المتمثل في استخدام هذه الأسلحة من قبل الأطراف لارتكاب أو تسهيل الانتهاكات الجسيمة للإنسانية الدولية و قانون حقوق الانسان".

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet