انشأت الأمم المتحدة، يوم الإثنين، ثالث نقاط مراقبة وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) في محافظة الحديدة، غربي البلاد، في ظل اتهامات للأخيرة، باستهداف النقطة ما أدى إلى مقتل ثلاثة من القوات الحكومية.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة التي تتولى القتال في الساحل الغربي والموالية للحكومة اليمنية "الشرعية"، العقيد وضاح الدبيش، إن "الأمم المتحدة نشرت اليوم ثالث نقاط ضباط الارتباط الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار، في منطقة قوس النصر عند الكيلو 16 شرقي الحديدة".
وفي السياق أكد فريق الحكومة اليمنية "الشرعية"، في لجنة تنسيق إعادة الانتشار أن نجاح تثبيت وقف إطلاق النار في النقاط الأربع الجاري إنشاؤها واكتمال ثلاث منها حتى الآن، سيمكن الأمم المتحدة لاحقاً من نشر عناصرها لمراقبة وقف إطلاق النار من جميع الأطراف خلال الفترة القادمة.
وقال نائب رئيس فريق الحكومة العميد الركن أحمد الكوكباني في اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، "إذا نجحت هذه الخطوة في وضع النقاط الأربع بمدينة الحديدة بمشاركة الطرفين، فيمكن للأمم المتحدة النزول لتكون مراقبة تثبيت وقف إطلاق النار من الأطراف الثلاثة وهي: الحكومة الشرعية، والأمم المتحدة، والحوثيون".
ويومي السبت والأحد، نشرت الأمم المتحدة أول نقطتين لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الخامري ومدينة الصالح، شمالي الحديدة، بإشراف رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، الجنرال الهندي أبهيجيت جوها.
واتهم الدبيش قوات الحوثيين باستهداف مواقع القوات المشتركة خلال تثبيت نقطة المراقبة الثالثة في منطقة كيلو 16، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة ضابط وجندي آخر من القوات الموالية للحكومة "الشرعية".
وأوضح أن إطلاق النار تجاه الجندي والضابط تم أثناء انتظارهم لرئيس فريق بعثة الأمم المتحدة أبهيجيت جوها في الموقع المحدد للانتشار.
واعتبر الدبيش، خروقات الحوثيين وإرغامهم رئيس الفريق الأممي على الوصول لموقع الانتشار عبر طريق تبعد أكثر من 4 ساعات، "تحدياً صارخاً للجهود المبذولة من فريق المراقبين الأممي وضباط الارتباط لوقف إطلاق النار في الحديدة".
ومن المقرر أن تنتهي عملية نشر نقاط مراقبة وقف إطلاق النار اليوم الثلاثاء، بإنشاء النقطة الأخيرة في منطقة منظر جنوبي مدينة الحديدة.
وتتبادل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة الذي تشرف عليه لجنة أممية أُنشئت لتنسيق إعادة الانتشار بموجب الاتفاق الموقع في ستوكهولم، في ديسمبر الماضي.
واتفق طرفا الصراع في اليمن خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.