هدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اليوم السبت باتخاذ إجراءات ضد السعودية بسبب قناة تلفزيونية تتخذ من المملكة مقرا لها، تعرض مباريات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في روسيا دون امتلاكها الحق بذلك.
وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن قناة "بي أوت كيو" عبر مؤسسة القمر الصناعي عربسات، ومقرها الرياض، تعرض بشكل غير قانوني محتوى يخص شبكة "بي إن سبورتس" التي تتخذ من قطر مقرا لها فيما يخص مباريات كأس العالم بالإضافة إلى بث مباريات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
وتملك قنوات "بي إن سبورتس" حصريا حقوق البث الإقليمية للمباريات لكنها محجوبة في السعودية بموجب إجراءات اتخذتها الرياض وحلفاء عرب لها ضد الدوحة لاتهامها قطر بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الأخيرة.
في المقابل نفت وزارة الإعلام السعودية في بيان لها أن يكون مقر "بي أوت كيو" في المملكة.
وقالت "تدرك وزارة الإعلام أن أجهزة الاستقبال الخاصة بـ(بي أوت كيو) متاحة في عديد من الدول، بما في ذلك قطر وشرقي أوروبا".
وأضافت أن السعودية "كافحت وما تزال تكافح من خلال وزارة التجارة والاستثمار جميع أنشطة (بي أوت كيو) في البلاد دون هوادة".
وتبادلت قطر والسعودية الاتهامات بشأن مزاعم القرصنة لحقوق البث لكن تهديد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم صعد من التوتر إذ جاء بعد استنكار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وأكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنه سيتخذ الخطوات الضرورية لمواجهة المسألة من أجل تطبيق وحماية الحقوق الممنوحة لبي إن سبورتس بما في ذلك التواصل مع مقدمي خدمات الأقمار الصناعية في المنطقة.
و"بي أوت كيو سبورتس" هو جهاز "سيرفر" كاسر الشفرات صنع في الصين ويباع في السوق السعودي بمبلغ ٣٠٠ ريال سعودي، ويتمكن مستخدمي هذا الجهاز من مشاهدة مباريات كأس العالم التي ثبت في قنوات "بي ان سبورت" القطرية بكل اريحية والاستماع لمعلقي قنوات الدوحة ويعلو شاشة القناة شعار "بي اوت كيو سبورت".
وتصاعد حدة الخلاف حول بث مباريات كأس العالم بين الاتحاد الأوروبي والسعودية ليصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية وهو أيضا مستشار كبير للأمير محمد بن سلمان ولي العهد، على تويتر قبل يومين "يحاول رئيس الاتحاد الأوروبي لقائي، وأقول له بوضوح إنني لا أحب الرجال المتلونيين".
ورد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بنشر تغريدة عبر فيها عن دهشته "لأن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يسمع مطلقا بهذا الشخص وبالتالي ليس هناك سبب يدعوه للقائه".
ووصف سعود القحطاني، وهو مستشار كبير لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتهامات القرصنة بأنها "باطلة ودون سند قانوني"، واتهم قطر بمحاولة صرف الانتباه عن خلافها مع جاراتها.
وتصريحات القحطاني موجهة لقطر وليست ردا على اتهامات الفيفا، لكنه قال إن الجهات الدولية الرياضية المسؤولة هي التي ينبغي أن تحل المسألة.
ويزعم مسؤولون سعوديون أن القنوات الرياضية السعودية ظفرت بحقوق بث مباريات مونديال روسيا تحت بند الدول غير الصديقة والمعادية بحكم العلاقة المتوترة بين قطر والسعودية.
وقطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو 2017 العلاقات مع قطر على خلفية اتهامها الدوحة بدعم تنظيمات متطرفة، وهو ما نفته الأخيرة.
وكانت مجموعة قنوات "بي إن" الإعلامية القطرية، اعلنت في ٥ يونيو الجاري أنها لم تتوصل إلى اتفاق مع السعودية بشأن عرض مباريات كأس العالم.
وقالت "بي إن سبورتس" في بيان إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ساهم في عملية التفاوض لإبرام اتفاق لبث مباريات كأس العالم لأن السعوديين يرفضون التعامل المباشر مع المسؤولين القطريين بسبب الأزمة السياسية المستمرة منذ عام بين البلدين.
وقال متحدث باسم المجموعة الإعلامية القطرية "لقد بذلنا كل ما بوسعنا خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية للاتفاق حول إعادة بث المباريات في السعودية".
بينما اتهم رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ حينها قطر بالتراجع عن اتفاق رعته الفيفا ويقضي بدفع مليون دولار للسماح للسعودية ببث مباراتي الافتتاح والختام إضافة إلى 20 مباراة أخرى.
وقال الشيخ لتلفزيون بلومبيرغ في زوريخ السويسرية: "السعودية أظهرت حسن النية".
وطلبت "بي إن" من الفيفا التحرك للقيام بعمل قانوني ضد القراصنة في السعودية قبل بدء بطولة كأس العالم.
وتقول "بي إن" إن هذه الأفعال التي تنشط بمعظمها انطلاقا من أراضي جارتها الكبيرة تضر بالمجموعة التي دفعت مبالغ كبيرة من أجل الحصول على حقوق نقل بطولات دولية ومنها كأس العالم.
وتدعي "بي إن" أنه منذ أكتوبر العام الماضي بدأت شبكة قرصنة معقدة تحمل اسم "بي آوت كيو" باستخدام موجة بث عبر قمر عربسات بشكل غير قانوني.
وأعلنت شبكة "بي إن" رسمياً مطلع يونيو الجاري عن اتفاق لعامين مع شبكة "دو" الإماراتية للاتصالات بما يسمح لجماهير الامارات مشاهدة مباريات كأس العالم عبر قنوات بي ان القطرية.