قُتل متظاهر وأصيب 24 آخرون، في ساحة التحرير، وسط بغداد ، بحسب مصدر في عمليات وزارة الصحة العراقية، ليرتفع بذلك عدد قتلى وجرحى تظاهرات ،اليوم السبت، في ساحة التحرير إلى 4 قتلى و 107 جريح.
يأتي هذا فيما دفعت القوات الأمنية بالمتظاهرين إلى الأزقة المحيطة بساحة التحرير، كما أزالت خيام الاعتصام التي قاموا بنصبها، ليلة أمس الجمعة.
وتوعد قادة فصائل عراقية مسلحة، اليوم، بـ"الثأر"، غداة هجمات ليلية دامية طالت مقارهم، جنوب البلاد، ما يؤجج المخاوف من تصاعد العنف في العراق الذي يشهد موجة احتجاجات مطلبية.
وأضرم محتجون النيران، مساء أمس، في عشرات المقار التابعة لأحزاب سياسية ومسؤولين، وخصوصاً الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء قوات الحشد الشعبي.
وحاول متظاهرون اقتحام أحد مقار "عصائب أهل الحق" في مدينة العمارة، قبل إضرام النار فيه، ما أسفر عن مقتل وسام العلياوي، أحد قادة العصائب.
ويأتي تجدد الاشتباكات، اليوم، بعد ساعات من إعلان اللجنة المركزية العليا لتنسيقات احتجاجات العراق تعليق الاحتجاجات ومنح الحكومة مهلة للاستجابة لمطالبهم.
وحذرت اللجنة في بيان "من مخاطر انزلاق الوضع الأمني نتيجة تحزيب الاحتجاجات وركوب موجتها من قبل أحزاب السلطة".
وجاءت احتجاجات السبت بعد يوم دام شهد سقوط أكثر من 50 قتيلا في شتى أنحاء العراق.
وكان رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، قد رفض الاستقالة بسبب المظاهرات الدامية، التي اندلعت في مختلف مناطق البلاد، لكنه وعد بتعديل حكومي.
وبدأت المظاهرات في الأول من أكتوبر الجاري في العاصمة العراقية بغداد، وكان أغلب المشاركين فيها من الشباب والعاطلين عن العمل.
واليوم، ظهرًا، فشل مجلس النواب في عقد جلسته الاعتيادية المقررة لعدم اكتمال النصاب القانوني، التي كانت مخصصة لبحث مطالب المظاهرات الأخيرة في البلاد.
وكان من المقرر أن يناقش النواب قرارات مجلس الوزراء الأخيرة، وتنفيذ حزم الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الحكومة عادل عبد المهدي.
وبعد استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، تصاعدت حدة التوتر وانتشرت الاضطرابات في مدن أخرى.
وتعهدت لجنة حكومية، كُلفت بالتحقيق في الأحداث، إن 149 مدنيا وثمانية من قوات الأمن قتلوا في المظاهرات في الفترة من الأول إلى السادس من أكتوبر الجاري.
وتوصلت اللجنة إلى أن "الضباط والقادة فقدوا السيطرة على عناصر الأمن أثناء الاحتجاجات، مما تسبب في حالة من الفوضى".