أكد مصدر مقرب من جماعة الحوثيين (أنصار الله) يوم الخميس، عقد محادثات غير معلنة بين الجماعة والمملكة العربية السعودية في العاصمة العٌمانية مسقط، في مسعى لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن هناك محادثات "سرية" تجرى بين قيادة الحوثيين ومسؤولين سعوديين رفيعي المستوى في مسقط عن طريق وسطاء، وذلك منذ إعلان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في سبتمبر الماضي، عن مبادرة من طرف واحد لوقف استهداف الأراضي السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية وكافة أشكال الاستهداف.
وذكر المصدر أن الولايات المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، والصليب الأحمر، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران أحمد خان، هم ضمن الوسطاء في هذه المحادثات.
وأضاف أن "هناك عدة ملفات تم وضعها خلال المباحثات للوصول إلى حل نهائي للأزمة اليمنية".
وكان مسؤول سعودي رفيع، قال الأربعاء الماضي إن بلاده تجري محادثات مع جماعة الحوثيين ، مضيفاً "نملك قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ عام 2016. نحن نواصل هذه الاتصالات لدعم السلام في اليمن".
وفي أكتوبر الفائت ذكرت مصادر سياسية مطلعة أن المملكة العربية السعودية بدأت الحديث مباشرة مع جماعة الحوثيين حيث جرى اتصال مباشر بين نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، والقيادي البارز مهدي المشاط رئيس مايسمى المجلس السياسي الأعلى وذلك بعد أيام من بدء التهدئة التي أعلنها الحوثيون من طرف واحد في 20 سبتمبر الماضي، ضمن مبادرة مثّلت اتجاهاً فعلياً في طريق إنهاء الحرب.
وذكرت المصادر أنه تم تشكيل لجنة سياسية وعسكرية تضم ممثلين عن السعودية والحوثيين وتبحث إجراءات وقف القتال على الحدود ووقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف على اليمن.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته لإعادته إلى الحكم في صنعاء.