لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 100 آخرين بجراح بعن استخدام قوات أمن عراقية رصاص حي ومطاطي وغاز مسيل للدموع لإخلاء ساحة الخلاني القريبة من جسر السنك وساحة التحرير في العاصمة بغداد.
وقال مصدر أمني قال لبي بي سي في وقت سابق السبت إن "عمليات كر وفر وقعت صباح اليوم بين متظاهرين والقوات الأمنية عند جسر الأحرار في بغداد في محاولة للسيطرة على الجسر من قبل المتظاهرين".
وفي البصرة، لقي متظاهران حتفهما خلال فض قوات الأمن لاعتصامات بدأها متظاهرون أمام مبنى المحافظة، مما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق.
وقال شهود عيان لبي بي سي، إنهم "شاهدوا القوات الأمنية منتشرين وبكثرة في الساحة المقابلة لمبنى المحافظة والتي شهدت تظاهرات واعتصامات على مدى الأيام القليلة الماضية".
جاء ذلك في الوقت الذي أشاد فيه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بأهمية الاحتجاجات في خطاب متلفز السبت، قال فيه "إنه على الرغم من أن الاحتجاجات كانت مهمة في تحقيق الإصلاح، إلا أنه يجب السماح للحياة في البلاد العودة إلى وضعها الطبيعي".
وأضاف عبد المهدي أن "المظاهرات السلمية من أهم الأحداث التي مرت بالبلاد بعد 2003، وساعدت وستساعد في الضغط على القوى السياسية والحكومة والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لتصحيح المسارات وقبول التغييرات".
وأكد على إجراء تعديلات وزارية مهمة للخروج من نظام المحاصصة وإشراك الكفاءات الشابة في استجابة لمطالب المتظاهرين.
وأضاف عبد المهدي أن الحكومة والسلطات القضائية ستواصل التحقيق في قضايا الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية. ولن تبقي معتقلاً من المتظاهرين وستقدم للمحاكمة من تثبت عليه جرائم جنائية ومن اي طرف كان".
وفي الوقت نفسه، نفى مصدر مسؤول في مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني أن "تكون المرجعية الدينية العليا طرفاً في الاتفاق المزعوم على بقاء الحكومة الحالية وانهاء الاحتجاجات الجارية".
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدرين سياسيين في وقت سابق اليوم أن القوى السياسية الرئيسية في العراق اتفقت على الإبقاء على السلطة الحالية حتى وإن اضطر الأمر إلى استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بـ"إسقاط النظام".
وأضافت أن القوى اتفقت خلال الاجتماع، الذي ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبد المهدي والتمسك بالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية.
وبحسب التقرير، أفادت مصادر سياسية بإن الاتفاق الذي جرى بين الأطراف السياسية "بما فيهم سائرون والحكمة" جاء بعد "لقاء اللواء قاسم سليماني بمقتدى الصدر ومحمد رضا السيسياتي (نجل علي السيستاني) والذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه".
وخرج الآلاف من العراقيين، أغلبهم من الشباب، في العاصمة العراقية بغداد وغيرها من المحافظات بداية شهر أكتوبر احتجاجا على تفشّي الفساد وطلبا لتحسين المستوى المعيشي والخدمات.
لكن مع استمرار المظاهرات وتزايد عدد المشاركين فيها، أصبح المحتجّون يطالبون بتغيير كامل للنظام السياسي.
واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في قمع الاحتجاجات، وهو ما أدى إلى وفاة أكثر من مئتين وستين منهم حتى الآن، وفقا لإحصاءات رسمية.
(المصدر: BBC/ ديبريفر)