Click here to read the story in English
يتصدر الملف اليمني، اهتمامات السلطات السعودية بصورة لافتة.. ويبدو أن الرياض تسعى بجدية إلى وضع حد للحرب في اليمن، ومن أجل ذلك استنجدت بسلطنة عمان لإيجاد مخرج "مشرف" للمملكة التي أدركت بعد قرابة الخمسة أعوام من الحرب الدامية ذات الكلفة الإنسانية الباهظة، وكذا في البنى التحتية، أن الوصول إلى "سلام" في اليمن ، بات ضرورياً وملحاً لعديد أسباب، أهمها الحفاظ على هيبة المملكة أو ما تبقى منها.
مساء الاثنين الفائت، وصل الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، الذي استلم الملف اليمني مؤخراً، إلى العاصمة العمانية مسقط، في زيارة مفاجئة، قال بن سلمان أنها تهدف إلى الاستماع لرؤية السلطان قابوس حول الأوضاع في المنطقة، فيما أشارت السلطنة، بعد مغادرة الأمير السعودي، إلى "تسوية سلام شاملة في اليمن".
وقالت وزارة الخارجية العمانية، مساء اليوم، إنها تأمل في الوصول إلى "تسوية شاملة تنهي الأزمة اليمنية".
ترحب #سلطنة_عمان ،بجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة، في التوصل إلى #اتفاق_الرياض بين بعض الأطراف اليمنية. وتأمل بأن يمهد ذلك،للوصول إلى تسوية سياسية شاملة، تنهي الأزمة الحالية في #الجمهورية_اليمنية الشقيقة .
— وزارة الخارجية (@MofaOman) ١٢ نوفمبر ٢٠١٩
جاء ذلك في بيان للخارجية العمانية نشرته على حسابها في "تويتر"، بعد لقاء السلطان قابوس بن سعيد ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، الذي غادر السلطنة إثر زيارة استمرت يومين.
وأشار البيان إلى أن السلطنة "ترحب بجهود السعودية في التوصل إلى اتفاق الرياض بين بعض الأطراف اليمنية".
وكان خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع للمملكة العربية السعودية، قال أمس، بأن زيارته للسلطنة جاءت لـ"لاستماع لرؤية السلطان قابوس بن سعيد، حول الأوضاع في المنطقة".
وفي تصريح مقتضب لم يذكر فيه أي تفاصيل، قال نائب وزير الدفاع السعودي، اليوم، أنه اطلع رؤية السلطان قابوس بشأن أوضاع المنطقة.
وأثارت زيارة نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، إلى سلطنة عمان، أمس الاثنين، تكهنات البعض بشأن مساعي دبلوماسية محتملة، وغير معلنة رسمياً، تضطلع فيها السلطنة بدور الوساطة لتهدئة التوترات في المنطقة.
ويساعد السلطنة في لعب أدوار محتملة موقفها الحيادي تجاه القضايا الخلافية بين الخليج وإيران.
وما أثار تكهنات المراقبين أكثر حول زيارة الأمير خالد بن سلمان، هو وفده المرافق، الذي ضم الفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس الأركان السعودي، ومحمد آل جابر سفير المملكة في اليمن.
وجاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان بعد أيام من تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه بمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، الجمعة، والذي أعرب فيه عن أمله في أن يمهد اتفاق الرياض، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الطريق لتفاهم أوسع بين الشعب اليمني، للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.
يذكر أنه وفي السنوات الأخيرة كان ظهور السلطان قابوس في لقاءات أو مناسبات رسمية، نادراً، وهذا الأمر يؤكد أن لقاء السلطان قابوس ببن سلمان كان وراءه قضايا وملفات مهمة جداً تتطلب تدخلاً "عمانياً".
ومن المعروف، وفقاً لتقارير صحافية، أن مسقط تعد أبرز وسطاء الملف اليمني، الذي يُسند لخالد بن سلمان وينسب له إنهاء أزمة الحكومة اليمينة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، والتي توجت مؤخرا باتفاق الرياض.
وقالت صحيفة العربي الجديد، اليوم، إن عجلة الجهود السياسية السعودية في الملف اليمني قد تحركت هذه المرة من بوابة سلطنة عمان، الجار الشرقي لليمن، والوسيط المعروف منذ تصاعد الحرب في العام 2019، بين المجتمع الدولي وجماعة الحوثيين (أنصار الله).
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الجهود تأتي "في ظل تراجع لافتٍ لوتيرة المواجهات والضربات الجوية للتحالف، وفي ظل الأزمة التي يثيرها الوجود السعودي بمحافظة المهرة اليمنية مع العُمانيين".
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع تسريبات لمصادر في الحكومة اليمنية أكدت تواجد وفداً من جماعة الحوثيين (أنصار الله) في العاصمة السعودية منذ أكتوبر الفائت، لإجراء مباحثات مع قيادة المملكة حول الوصول إلى اتفاق سلام مرضي للطرفين.
وقالت المصادر أن "وفد جماعة الحوثيين (أنصار الله)، التقى في الرياض بنائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، ورئيس اللجنة الخاصة ورئيس هيئة الاستخبارات السعودية".
وأكدت المصادر، إن السعودية أبدت استعدادها لدعم جماعة الحوثيين (أنصار الله) مقابل قطع الجماعة لعلاقتها بطهران، كما واتفق الجانبان على طي صفحة هادي والتوافق على شكل السلطة المقبلة.
وأوضحت المصادر أن السعودية تعهدت بدعم تأسيس جامعة "الإمام الهادي" التي ستتبنى تدريس "المذهب الزيدي".. وبالمقابل عرضت جماعة الحوثيين(أنصار الله)على السعودية التزامها بتأمين الحدود ووقف استهداف منشأتها، على أن توقف المملكة غاراتها في اليمن وتوقف استهداف قيادة الجماعة.