قال مسؤولون طبيون إن ضربات جوية إسرائيلية قتلت 13 فلسطينيا في غزة يوم الأربعاء ليرتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 23 خلال يومين من العنف المتصاعد منذ أن قتلت إسرائيل قائدا ميدانيا بحركة الجهاد الاسلامية، في ضربة بالقطاع.
ومع بزوغ الفجر أطلق مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على إسرائيل التي استأنفت القصف الجوي بعد فترة هدوء أثناء الليل. ووردت أنباء عن حدوث إصابات لكن لم يسقط قتلى داخل إسرائيل التي أعلن جيشها أن دفاعه الجوي أسقط الكثير من الصواريخ.
ونُقلت جثث ستة قتلى في مدينة غزة إلى مستشفى الشفاء في سيارات أُجرة وإسعاف في ساعة مبكرة يوم الأربعاء وسط بكاء وصراخ أقربائهم. وقال مسعفون وشهود عيان إنها لمدنيين كانوا يعيشون في أحياء تكتظ بالسكان.
وفي شمال مدينة غزة قُتل رأفت عياد وابناه إسلام (25 عاما) وأمير (9 سنوات) بنيران إسرائيلية بينما كانوا يهرعون إلى المستشفى لزيارة ابن ثالث أُصيب في هجوم منفصل قبل ذلك.
وقال لؤي عياد (18 عاما) لرويترز أثناء الجنازة ”أنا أُصبت في يدي واتصلت على أبويا وقلت له، وهو طلع هو وأخوتي الاثنين على الموتوسيكل من شان ييجوا يزوروني بالمستشفى، وهم طالعين اسرائيل قصفتهم“.
واكد الجيش الإسرائيلي إنه قصف خمس وحدات صواريخ على الأقل صباح الأربعاء. وشملت أهداف أخرى منشأة لتصنيع رؤوس حربية للصواريخ ومقرا للجهاد الإسلامي ومخزن أسلحة. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل اثنين من مقاتليها في ضربتين منفصلتين.
واندلع، يوم امس الثلاثاء، أسوأ قتال منذ شهور بعد أن قتلت إسرائيل بهاء أبو العطا القيادي الكبير في حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران، متهمة إياه بأنه العقل المدبر لهجمات على إسرائيل في الآونة الأخيرة وبأنه كان يخطط لشن المزيد.
وردا على مقتل أبو العطا وزوجته، أطلق مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي نحو 200 صاروخ على إسرائيل يوم الثلاثاء، واستأنفوا إطلاق الصواريخ صباح الأربعاء.
وجاء في بيان أصدرته الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية ”إننا لن نسمح للعدو بالتغول على شعبنا أو إلزام مقاومتنا بقواعد اشتباك لا ترضاها، ولن نقبل بمحاولات الاحتلال العودة إلى سياسة الاغتيالات الجبانة، تحت أي ظرف بإذن الله تعالى“.
وتضم تلك الغرفة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وعلى الرغم من أنها تعطي الضوء الأخضر للجهاد الإسلامي كي تواصل المعركة فإن حماس لا تميل، فيما يبدو، لإطلاق الصواريخ بنفسها، وهو قرار يمكن أن يقلص احتمالات حدوث مزيد من التصعيد للعنف.
وتمكنت حماس وإسرائيل من تهدئة موجات تصعيد سابقة وتفادي صراع شامل على مدى السنوات الخمس الماضية بعد أن خاضتا ثلاث حروب بين 2008 و 2014.
وفيما مضى كانت إسرائيل تُحّمل حركة حماس مسؤولية إطلاق أي فصيل في غزة صواريخ عليها، لكنها تتجنب فيما يبدو هذه المرة أهداف حماس.
وقال نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط إنه ”قلق للغاية بشأن التصعيد المستمر والخطير بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وإسرائيل في أعقاب استهداف وقتل أحد قيادات الحركة داخل غزة أمس“.
وأضاف قائلا ”إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر دون تمييز على مراكز سكنية غير مقبول على الإطلاق ويجب أن يتوقف على الفور“.
صفارات الإنذار وانفجارات
دفعت صفارات الإنذار الإسرائيليين إلى الهرع للملاجئ في بلدات قرب الحدود مع قطاع غزة وفي مناطق أبعد داخل إسرائيل، مع دوي صفارات الإنذار في مناطق إلى الشمال حتى تل أبيب بينما أصابت الصواريخ طرقا سريعة وبلدات إسرائيلية. ولم ترد أنباء بشأن سقوط قتلى في إسرائيل.
وحشد الجيش الإسرائيلي مركبات مدرعة على طول الحدود مع غزة على الرغم من أن احتمالات شن هجوم بري تبدو غير مرجحة في هذه المرحلة.
انفجار على طريق سريع قرب بلدة أسدود في جنوب إسرائيل يوم الثلاثاء. (صورة لرويترز ويتم توزيعها كما تلقتها كخدمة لعملائها. هذه الصورة للأغراض التحريرية فقط. ليست للبيع ولا يسمح باستخدامها في حملات تسويقية أو إعلانية).
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل غير مهتمة بصراع أوسع بعدما قتلت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف في بداية اجتماع لمجلس الوزراء ”لا نريد التصعيد، لكننا نرد على أي هجوم علينا بهجوم قوي جدا. من الأفضل للجهاد الإسلامي أن تفهم ذلك الآن وقبل فوات الأوان“.
واستمر إغلاق المدارس ومعظم المكاتب الحكومية في غزة لليوم الثاني، وكذلك الحال بالنسبة للمدارس في معظم جنوب إسرائيل.
المصدر ( رويترز / وكالات)