Click here to read the story in English
قال القيادي البارز في جماعة الحوثيين (أنصار الله)، محمد على الحوثي، يوم الأربعاء، إن تحركات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، لعقد جولة مفاوضات جديدة لإحلال السلام في اليمن لم تنجح.
وأضاف محمد الحوثي وهو عضو مايسمى المجلس السياسي الأعلى الذي انشأه الحوثيون لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمالي اليمن، في تغريدة على "تويتر"، أن "الترتيبات لا ترتقي إلى مستوى التفاوض. فغريفيت مثلا يرتب لجولة جديدة منذ فترة ولم يفلح حتى اليوم".
وأردف "ولن يحصل (غريفيث) على نتيجة لوقف العدوان أو فك الحصار أو الحظر مع عدم وجود دول التحالف على الطاولة"، في إشارة إلى ضرورة إشراك دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية باليمن في المفاوضات.
وأشار الحوثي إلى أن "عدم إدراك جدلية التفكير لتغير الواقع وتغير النتائج للمبعوث يؤكد أن تحرك مارتن يمضي نحو محلك سر"، حد تعبيره.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران والتي لاتزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.
وتبذل الأمم المتحدة جهوداً من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب في اليمن التي جعلت ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة، ضمن أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".
وكانت مصادر سياسية قالت مطلع نوفمبر الجاري إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث، يسعى لإطلاق جولة مشاورات شاملة بين أطراف الصراع اليمني، مع حلول ديسمبر المقبل أو مطلع العام القادم 2020.
وأفادت المصادر أن المبعوث الأممي يسعى لإبرام اتفاق هدنة طويلة المدى، استناداً إلى العرض الذي قدمه الحوثيون بوقف استهداف الأراضي السعودية، والإفراج عن مجموعة من المعتقلين لديهم.
ووفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية، أوضحت المصادر أن سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمبعوث السويدي أجروا عدة لقاءات مع الجانب الحكومي وممثلي الحوثيين، بهدف تجاوز العقبات التي تعترض الذهاب إلى هذه الجولة.
يأتي ذلك في وقت أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية يوم الأربعاء، أن السعودية وجماعة الحوثيين تخوضان مفاوضات غير مباشرة وراء الكواليس بغية إنهاء الحرب في اليمن.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين من كلا الطرفين تأكيدهم أن سلطنة عمان تستضيف هذه المفاوضات السرية، مشيرة إلى أن زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى مسقط الاثنين الماضي قد تكون مؤشراً على تكثيف التفاوض مع الحوثيين عبر قنوات اتصال سرية.
وأكد القيادي والمفاوض الحوثي جمال عامر للوكالة، أن طرفي النزاع تواصلا خلال الشهرين الماضيين بواسطة مداولات الفيديو، كما نقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين حوثيين آخرين قولهم، إن التفاوض جار أيضا عبر وسطاء أوروبيين.
وذكرت مصادر الوكالة، أن المفاوضات بوساطة عمان انطلقت في سبتمبر الماضي، وتتمحور على أهداف مرحلية، مثل استئناف عمل مطار صنعاء الدولي وإنشاء منطقة عازلة عند الحدود السعودية-اليمنية في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأكد وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي من عُمان للوكالة، أن هواجس القلق الرئيسية لدى السعوديين تخص إزالة ترسانة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التابعة للحوثيين وضمان أمن حدود المملكة.
وأضافت الوكالة أن السعودية تتطلع أيضا إلى تلقي ضمانات من الحوثيين بأن الجماعة ستنأى بنفسها عن إيران.
وأكد أحد المسؤولين الحوثيين للوكالة، أن هذه المفاوضات قد تهيئ أرضية لإطلاق محادثات أرفع مستوى بين طرفي النزاع أوائل العام المقبل.
من جانبه، أكد عبد العزيز جباري، نائب رئيس مجلس النواب ومستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن السلطات السعودية لم تبلغ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بشأن بدئها التفاوض مع الحوثيين، محذراً المملكة من إبرام اتفاق سيبقي العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق الرئيسة في البلاد تحت سيطرة جماعة الحوثيين.