جميع عشاق كرة القدم حول العالم، يعرفون النجم الأورجوياني، لويس سواريز، بأنه عضاض ومقاتل، ومخداع يدعي السقوط داخل منطقة جزاء الخصوم للحصول على ركلات جزاء وهمية..ويلقب بـ"البيستوليرو"، أي المسدس.
ورغم كل المعلومات السابقة عن سواريز، إلا أن حقيقة النجم الأورجوياني ومهاجم فريق برشلونة الاسباني ليست كما جاء في الأسطر السابقة.. ولكنها على النحو التالي.
يتنشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يعود لأكثر من ثلاث سنوات، يظهر سواريز يبكي في مؤتمر صحفي عندما التقى طفلة تعاني من مرض "متلازمة التمثيل الغذائي"، وكان صادما ردة فعل هذا اللاعب المعروف بشراسته داخل منطقة الجزاء.
وبرر سواريز بكاءه بأن لديه أطفالا وبأن هذا المرض يؤثر على الأطفال، ووعد أنه سيبذل جهدا لمكافحته، وقبل أن ينهي كلامه بكى مجددا.
ومنحت الطفلة المريضة قميصها لسواريز الذي وعد بأن يهدي هدفه التالي لها، وأكثر من ذلك فقد نظم سواريز "مزادا خيريا" لجمع أموال للمساعدة في محاربة المرض.
وهذه الحادثة جاءت في سياق مختلف للصورة النمطية عن المهاجم المشهور الموهوب الهداف والذي شغل الدنيا وملأ الناس "بعضاته" المتتالية لأكثر من لاعب، والتي كلفته الغياب عن الملاعب فترات طويلة.
ومن لا يذكر حادثة رفضه مصافحة الفرنسي باتريك إيفرا مدافع مان يونايتد في 11 فيراير 2012، ووقتها عوقب بالحرمان من المشاركة في ثماني مباريات، وغرم نحو خمسين ألف دولار.
ولكن خارج الملعب، يتمتع "البيتسوليرو" بحس مرهف، فهو محب لعائلته التي تتكون من ولدين وبنت، واحتفاله بعد كل هدف يسجله بتقبيله خاتمه ومعصمه وأصابع يده الثلاثة في إشارة لعائلته.
كما ظهر الوجه الآخر لسواريز من خلال صداقته العميقة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، فأولاد اللاعبين يذهبون للمدرسة نفسها ويلعبون كرة القدم مع بعضهم بعضا.
وعن هذا الموضوع يقول سواريز لمجلة "كيكرز" في 2018 "لسنا لاعبي كرة قدم فقط بل آباء أيضا، نتشارك نفس العادات وجيلنا واحد.. نستمتع بالتواجد سويا ونشرب المتة.. علاقتنا مميزة وكسب كل شخص فينا ثقة الآخر".
وفي النهاية لا يمكن أن نلوم الجماهير إن كانت لا تعلم الجانب الآخر من لاعبها المفضل خاصة، غير أن اللاعب ظلم إعلاميا لحد كبير بعدما غطت تصرفاته السيئة على شخصيته المرهفة.