رغم اعلان الرئيس اللبناني ميشال عون عن استعداده منح الحراك الشعبي حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، إلا ان الاحتجاجات تواصلت اليوم الأربعاء، غير مكترثة بكل "المغريات" السياسية.
واعتصم ناشطون، صباح اليوم الأربعاء، أمام مقر وزارة المالية ومؤسسة كهرباء لبنان في مدينة طرابلس شمالي لبنان، للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وللإسراع بتشكيل حكومة في البلاد.
وأفرجت السلطات اللبنانية صباح اليوم عن 12 متظاهرا أوقفوا عقب احتكاكات مع قوات الأمن أمس في ساحة رياض الصلح وسط بيروت.
ونظم الطلاب اعتصامات أخرى أمام المدارس في المدينة للمطالبة بتحسين الأوضاع التربوية، وتأمين مستقبل أفضل لهم، بينما عمد محتجون آخرون إلى قطع بعض الطرق في منطقتي المنية وعكار شمالي البلاد.
وجابت مسيرة طلابية شوارع مدينة صيدا، جنوب البلاد، وصولا إلى ساحة الاعتصام، وردد المشاركون هتافات نددت بالطبقة السياسية الحاكمة.
وكان عدد من المحتجين أصيبوا أمس إثر تدافع بين القوى الأمنية ومتظاهرين في ساحة رياض الصلح، وأوقفت قوات الأمن اللبنانية أكثر من عشرة متظاهرين، بحسب مراسل قناة الجزيرة.
وقال ناشطون إنهم فوجئوا بإقدام قوات الأمن على ضربهم بالهراوات واقتحام خيمهم في الساحة دون معرفة الأسباب. بالمقابل ذكر مصدر أمني أن متظاهرين أقدموا على رمي العبوات الفارغة على أفراد الشرطة التي تقوم بحماية محيط البرلمان ومقر الحكومة.
وقالت وكالة "الأناضول"، أن ساحة رياض الصلح شهدت اشتباكات بالأيدي بين عشرات المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب مساء أمس بعد محاولة محتجين اجتياز الأسلاك الشائكة والدخول إلى ساحة مجلس النواب، وهو ما أدى لإصابة ستة متظاهرين بجروح.
وفي مدينة طرابلس شمالي لبنان، جابت مسيرة طلابية شوارع المدينة أمس تأييدا لمطالب الحراك الشعبي المنتفض منذ 35 يوما، كما توجه متظاهرون في محافظة عكار (شمال) صباح أمس إلى دوائر ومؤسسات حكومية بهدف إغلاقها من أجل الضغط على الطبقة الحاكمة لكي تحقق مطالب الحراك الشعبي، ومن أبرزها تشكيل حكومة إنقاذ وطني والدعوة لانتخابات عامة مبكرة، ومكافحة الفساد.
وأبدى الرئيس اللبناني ميشال عون أمس استعداده لتشكيل حكومة تضم ممثلين عن الحراك الشعبي، وأضاف في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" أنه سيحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة فور انتهاء المشاورات التي تجريها القيادات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة.
ودخلت الأزمة السياسية مرحلة جديدة من التعقيد عقب سحب الوزير السابق محمد الصفدي اسمه السبت الماضي من المرشحين لتولي رئاسة الحكومة، قائلا إن من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين.
ويتمسك المتظاهرون برحيل الطبقة السياسية الحاكمة كافة دون استثناء، وتشكيل حكومة اختصاصيين فقط لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية.
وكان آلاف اللبنانيين خرجوا، أمس الثلاثاء، وأغلقوا الطرق المؤدية إلى مقر مجلس النواب لمنع انعقاد جلسة تشريعية كانت مقررة أمس لتمرير عدد من القوانين، وقد اضطر مكتب البرلمان لتأجيل الجلسة لعدم توفر النصاب القانوني، وقد وصف المحتجون هذا التأجيل إنجازا جديدا لحراكهم.
(المصدر : وكالة الأناضول, الجزيرة، ديبريفر)