شنت وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ التي شكلتها جماعة الحوثيين (أنصار الله) في العاصمة صنعاء، هجوماً حاداً، اليوم الأربعاء، على المنظمات الدولية والأممية العاملة في مناطق سيطرة الجماعة، متهمة إياها بالإخلال بالاتفاقيات الموقعة معها.
وقالت وزارة الصحة في مؤتمر صحفي عقد بصنعاء "لتوضيح ماقدمته المنظمات الدولية من دعم للقطاع الصحي خلال 2019"، إن المنظمات الدولية قدمت مليوني دولار فقط لتشغيل نظام الإسعاف بينما الاحتياجات الفعلية تصل إلى 27 مليون دولار بحسب قناة "المسيرة" التابعة للجماعة.
وذكرت الوزارة أن "المساعدات الدولية لم تتجاوز 9% في نظام الإحالة والإسعاف الحيوي لإنقاذ الحياة.
وبحسب الوزارة فإن نفقات التشغيل ضمن آلية المساعدات المقدمة للقطاع الصحي سجلت النسبة الأعلى وتجاوزت الـ50% من الكلفة الإجمالية، متهمة المنظمات الدولية بتحويل60% من قيمة المساعدات إلى نفقات تشغيلية.
وأشارت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين إلى أن نسبة استجابة المنظمات لاحتياج القطاع الصحي من المعدات بلغت 4 % .
وتابعت "نحن بحاجة إلى 500 مليون دولار في قطاع الطب العلاجي و400 مليون دولار لقطاع الرعاية الصحية الأولية".
وزعمت وزارة الصحة أن هناك أجهزة طبية وفرتها المنظمات ناقصة لا تعمل أو غير مطابقة للمواصفات الفنية أو مستهلكة.
وفي المؤتمر الصحفي قال وزير الصحة والسكان في حكومة الحوثيين الدكتور طه المتوكل إنه "جرى عمل مخل من قبل منظمات دولية وأممية للاتفاقيات الموقعة مع وزارة الصحة وعملوا خارج رؤية الوزارة".
وأكد أن وزارته رفضت عمل المنظمات الدولية خارج إشراف الوزارة وأي خطوات من قبلهم يمس بدور وزارة الصحة وسيادة البلد، حد تعبيره.
واتهم وزير الصحة في حكومة الحوثيين الأمم المتحدة بالتلكؤ عن توفير جهاز واحد للقسطرة القلبية، كما اتهم التحالف العربي بقيادة السعودية بمنع التجار من استيراده، وقال إن "المرضى محكومون بالوفاة".
وأشار إلى أن المنظمات لم تغطِ سوى 19 % من احتياجات القطاع الصحي الذي وصفه بأنه "كارثي"، لافتاً إلى أن وزارته "لاتملك القدرة على تأكيد صحة الأرقام الواردة في فواتير المساعدات المشتراة من الخارج من قبل المنظمات".
زير الصحه : نطالب وبصورة عاجلة إلى تسيير الجسر الطبي عبر مطار صنعاء، وندعو إلى فتح مطار صنعاء بشكل عاجل
وذكر الدكتور المتوكل أن "93%من التجهيزات والمعدات الطبية خرجت عن الخدمة أو تجاوزت عمرها الافتراضي".
وأفاد أن هناك ستة آلاف امرأة تتوفى نتيجة مضاعفات الحمل والولادة ويموت مالايقل عن ألف طفل يومياً، مستطرداً "هناك إبادة لجيل كامل" من قبل التحالف العربي.
وتعصف باليمن، أحد أفقر البلدان العربية، حرب منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، أدت إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة التي تؤكد أن نحو 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة وكثير منهم على شفا المجاعة، فضلاً عن انهيار القطاع الصحي، ما تسبب في تفشي الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية حيث تعمل أقل من نصف المنشآت الصحية في البلاد بكامل طاقتها..