Click here to read the story in English
أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، يوم الجمعة، التمسك باتفاق ستوكهولم الذي وقعته الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله) قبل عام وتعثر، محذراً من خطورة انهيار اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
وقال غريفيث في مقابلة مع موقع "أخبار الأمم المتحدة"، في ذكرى مرور عام على توقيع اتفاق ستوكهولم، إن "الأمم المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق".
وأضاف "أعتقد أننا خرجنا من اتفاق ستوكهولم بأمل كبير، وتلاشى بطرق عديدة، ولكن أحرزنا أيضاً بعض الإنجازات الكبيرة"، مبيناً أنه "أدى إلى تحييد مدينة الحديدة وموانئها عن معركة مروعة على هذين المركزين الحيويين للبرنامج الإنساني".
وأردف المبعوث الأممي "هناك أشياء يجب أن تتم بشكل أفضل بكثير. لا يزال يتعين علينا أن نرى عمليات إعادة نشر كبيرة لتجريد مدينة الحديدة من السلاح، وهذا لم يحدث بعد، ما زلنا نتفاوض عليه".
وتابع "علينا أن نعالج القضايا الأساسية المتمثلة في السيادة والشرعية من خلال اتفاق لإنهاء الحرب".
وأشار غريفيث إلى أنه "لا يوجد أي احتمال لتحقيق تقدم عسكري، ..لا يوجد شيء يمكن كسبه في ساحة المعركة، وهناك انتصاراً كبيراً بالطبع يمكن تحقيقه على ساحة المفاوضات".
وتوصلت الحكومة اليمنية "الشرعية" وجماعة الحوثيين في 13 ديسمبر 2018، إثر مشاورات في ستوكهولم، إلى اتفاق قضى بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
وتعثر تطبيق الاتفاق وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن عرقلته.
كما أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن أن "الحل السياسي يتطلب من الذين يقودون الحرب تغييرَ الطريقة التي ينظرون بها إلى مناصريهم، وتغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى إمكاناتهم، ووضع حد لآمالهم بنصر عسكري والبدء في التواصل مع أعدائهم وجعلهم جزءا من المستقبل".
وفيما يتعلق باتفاق الرياض، قال غريفيث "أعتقد أنه من المهم حقاً أن يطبق هذا الاتفاق في أساسياته على الأقل. نحن جميعاً قلقون بشأن ما إذا كان سيتحقق".
واعتبر أنه "من المبكر بعض الشيء القول إن هذه الاتفاقية لا تسير على ما يرام"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته، إن "الاتفاقية لا تسير وفقاً لتلك الخطط".
وتابع "يمكننا أن نرى أن هناك مصلحة لدى كل من حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيقها، ربما ليس في جميع جوانبها، ولكن بما فيه الكفاية للسماح لنا في عملية الأمم المتحدة بالتوسط لإنهاء الصراع الشامل".
وأشار المبعوث الأممي إلى "تأكيد كبار المسؤولين في الحكومة السعودية، الحرص على تطبيق اتفاق الرياض".
ومضى قائلاً " إذا انهار، أعتقد أنها ستكون ضربة مدمرة لليمن".
وفي الخامس من نوفمبر الماضي، جرت في السعودية، مراسيم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.
ويواجه الاتفاق تعثراً في التنفيذ، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين.
ومن أبزر صور التعثر في التنفيذ، بند تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 24 وزيراً مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوماً من توقيع الاتفاق، وهو مالم يتم حتى اليوم.
ويدور في اليمن منذ نحو خمس سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 10 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.