علقت ثلاث منظمات دولية إغاثية، يوم الإثنين، نشاطها في محافظة الضالع جنوبي اليمن، غداة قصف استهدف مقراتها، الأحد.
وقالت منظمة "أوكسفام"، في بيان، إنه تم استهداف مقرها في الضالع بقذيفتي "آر بي جى"، دون خسائر بشرية.
وأضافت أنها علقت تحركات الموظفين والعمليات.
وفجر اليوم الثلاثاء استهدف مجهولون مجدداً مقر منظمة أوكسفام في مستوصف ابن عباس سابقاً بالقرب من مستشفى النصر .
وقال عاملون محليون إن منظمتي "ميرسي كور" و"أكتد" أوقفتا أيضاً نشاطهما، عبر دعوة عمالهما إلى عدم التوجه إلى العمل.
وقال محسن صدّيقي مدير مكتب مُنظمة أوكسفام في اليمن، "إن أولويتنا الأولى هي سلامة موظفينا، نحنُ نبذل قصارى جهدنا لبقاءهم سالمين. ليس من المُفترض أن يكون عامليّ الإغاثة هدفاً".
وأضاف "من الضروري أن تكون المُنظمات قادرة على العمل بحرية دونما أي تهديد لسلامة الموظفين والمُمتلكات."
ووفقاً للعاملين في المنظمات جاء استهداف المقرات في أعقاب خطابات كراهية أطلقها خطباء مساجد متشددين، الجمعة الماضية.
وأوضحوا أن التحذيرات زعمت أن المنظمات الدولية تشجع على الاختلاط بين الشباب والفتيات العاملين لديها، وتدفعهم إلى الخروج عن الإسلام، وتؤثر سلباً على العادات والتقاليد.
وأكدت أوكسفام في بيانها أن " الهجمات ستُضر في نهاية المطاف باليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات التي نُقدمها"، مشيرة إلى أنها وغيرها من المنظمات "تمثل مصدراً رئيسياً لمساعدة ملايين الأشخاص الذين يكافحون من أجل النجاة من آثار النزاع القائم في اليمن".
وتقدم المنظمات الثلاث مساعدات للمتضررين في الضالع، حيث تدور معارك ضارية، منذ يونيو الماضي، بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله).
وفي وقت سابق الإثنين، أدان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، هذه الهجمات، ودعا إلى تحقيق شامل.
وقال لوكوك، في بيان، إن ما حدث "تصعيد خطير بالنسبة للعاملين بالمجال الإنساني في اليمن، خاصة وأن هجمات مماثلة أجبرت ١٢ منظمة إنسانية على تعليق أعمالها في الضالع".
وأعلنت الحكومة اليمنية، الإثنين، أنها ستلاحق العناصر التي هاجمت مقرات هذه المنظمات، وستقدمهم إلى العدالة، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض.
وقال رئيس الحكومة "الشرعية" معين عبد الملك خلال لقائه محافظ الضالع، اللواء علي مقبل، في عدن إن حكومته لن تتهاون مع مثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية، التي تؤثر مباشرة على المواطنين.
ووجه السلطة المحلية إلى توفير كافة أشكال الحماية اللازمة لتسهيل أعمال المنظمات الإغاثية.
