قالت وكالة رويترز أن قادة من العالم والمنطقة، كثير منهم على خلاف، التقوا بسلطان عمان الجديد، اليوم الأحد لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد الذي ساعدت دبلوماسيته الهادئة على مدى خمسة عقود في السلطة في تهدئة الاضطرابات بالمنطقة.
وأشارت إلى أن رئيسا قطر والإمارات، اللتين تشهدان خلافا منذ مدة طويلة، كانا من بين الذين زاروا قصر السلطان في مسقط، إضافة إلى وزير خارجية إيران، الخصم اللدود للسعودية والإمارات حليفتي الولايات المتحدة.
وكان السلطان الجديد لعمان هيثم بن طارق آل سعيد، قد تعهد بعد توليه السلطة، أمس السبت، بانتهاج السياسة الخارجية لسلفه، الذي حظي بدعم الغرب، والتي حققت بها مسقط التوازن في العلاقات بين جارتيها الكبريين السعودية وإيران وأيضا الولايات المتحدة.
واستطاع السلطان الراحل قابوس بن سعيد، من الحفاظ على حياد سلطنة عمان، إذ لم تنحز مسقط لأي طرف في الخلاف الخليجي مع قطر وساعدت في التوسط في محادثات سرية بين واشنطن وطهران عام 2013 أفضت بعد ذلك بعامين إلى إبرام الاتفاق النووي الدولي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قابوس بأنه شريك حقيقي لبلاده، عمل مع تسعة رؤساء أمريكيين مختلفين.
وأضاف في بيان "جهوده التي لم يسبق لها مثيل من أجل الحوار وتحقيق السلام في المنطقة أظهرت لنا أهمية الإنصات لكل وجهات النظر".
ووصل كل من رئيس الوزراء البريطاني والأمير تشارلز إلى مسقط من أجل مراسم العزاء، ومن بين الشخصيات الغربية الكبيرة التي توجهت إلى مسقط أيضا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
يذكر أن هيثم بن طارق تولى السلطة في وقت يشهد توترا متصاعدا بين إيران والولايات المتحدة قد يزعزع استقرار منطقة حيوية بالنسبة لإمدادات النفط العالمية.
ووصل الرئيس اليمني عبدربه منصور إلى مسقط لتأدية واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس، وكان في استقباله السلطان هيثم بن طارق، في حين من المتوقع أن يتواجد وفد الحوثيين(أنصار الله) هناك أيضاً لتأدية نفس الغرض، خاصة وأنهم يتواجدون بصفة شبه مستمرة داخل السلطنة، كما بعث رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للإنفصال والمدعوم من الإمارات برقية عزاء.