تباينت ردود الفعل حول إعلان تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، مساء الثلاثاء، بعد نحو أكثر من 90 يوماً من الاحتجاجات على أسوأ أزمة سياسية واقتصادية تمر بها البلاد منذ عقود.
وعلى الرغم من تصريحات دياب التي وصف فيها الحكومة الجديدة التي ستبدأ اجتماعاتها الأربعاء، بأنها "أول حكومة في تاريخ لبنان تجمع بين مواصفات استثنائية لمواجهة ظروف غير عادية"، إلا أنها قوبلت برفض كبير في الشارع اللبناني.
حيث نزل العديد من المواطنين الى الشوارع، وعمدوا إلى قطع طريق رئيسية في بيروت ومدن جبيل (وسط) وطرابلس (شمال) وصيدا (جنوب)، بالإطارات المشتعلة والعوائق.
وفي وسط العاصمة تجمع مئات المتظاهرين أمام مدخل شارع يؤدّي إلى البرلمان الذي أحاطت به تعزيزات من الشرطة. وحاول المحتجون انتزاع الأسلاك الشائكة وألقوا حجارة على قوات الأمن التي ردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
واعتبر المحتجون أن الحكومة لا تتجاوب مع مطالبهم، لأن الأحزاب السياسية التي يرفضونها هي التي قامت بتسمية الوزراء.
وتضم الحكومة الجديدة التي توصف بأنها حكومة تكنوقراط 20 حقيبة وزارية يشغلها وزراء مدعومون من أحزاب ممثلة في البرلما، بينهم ست نساء وذلك للمرة الأولى في تاريخ لبنان.
وتولى الخبير الاقتصادي غازي وزني حقيبة المالية، وتولى ناصيف حتي، مندوب لبنان السابق بالجامعة العربية، حقيبة الخارجية، فيما تولت حقيبة وزارة الدفاع، زينة عكر لتصبح أول وزيرة للدفاع في الشرق الأوسط، وأسندت وزارة العدل إلى ماري نجم.
وتعهد رئيس الوزراء بمعالجة حكومته لمطالب المحتجين وانتشال البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها منذ عشرات السنين.
وقال دياب في مؤتمر صحفي عقب إعلان التشكيلة الحكومية "يعيش الوطن مرحلة صعبة من تاريخه. لقد تكدست المشاكل حتى أصبحت تحجب بصيص الأمل.
بعض المشاهد أيقظت في وعينا محرمات كنا قد اتفقنا على دفنها بعض الصور أعادت إلى أذهاننا زمنا مضى من المآسي كنا نظن أننا نسيناها."
في إشارة إلى الحرب الأهلية التي اندلعت على مدى 15 عاما وانتهت في عام 1990.
وأضاف أن "هذه الحكومة هي حكومة مصغرة لا تتمدد للتسويات وتوزيع جوائز الترضية الوزارية.
حكومة فصل النواب عن الوزارة فلا نواب فيها ولا مرشحين للنيابة في الانتخابات المقبلة.
حكومة اختصاصيين لا يقيمون حسابا إلا للغة العلم والمنطق والخبرة ومصلحة الوطن. حكومة غير الحزبيين لا يتأثرون بالسياسة وصراعاتها... حكومة المرأة التي تشارك في السلطة التنفيذية قولا وفعلا وبقوة حضورها وفعاليتها وليس بمنة من أحد. حكومة تتولى المرأة فيها التمثيل الوزان.
وحكومة تشغل فيها المرأة موقع نائب الرئيس لأول مرة أيضا وأيضا في تاريخ لبنان."
وتزامن إعلان تشكيلة الحكومة الجديدة مع اقتراب نهاية "أسبوع الغضب"، الذي دعا له المحتجون، وشهد مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن إصابة أكثر من 500 شخص بجروح، وتخللتها عمليات تخريب وتحطيم محال تجارية ومصارف.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر حراكاً شعبياً غير مسبوق يطالب بإسقاط الطبقة السياسية كاملة ويتّهمها بالفساد ويحمّلها مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي. وأدّت الاحتجاجات الى استقالة الحكومة السابقة بعد ثلاثة أسابيع.