أطلق ناشطون سودانيون مساء الأحد، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بطرد سفير الإمارات من الخرطوم بعد الكشف عن تورط أبو ظبي في تجنيد سودانيين للقتال في اليمن وليبيا عبر ممارسة الخداع بحقهم بشأن طبيعة العمل.
وحث الناشطون الحكومة السودانية على قطع علاقاتها مع الإمارات واتخاذ إجراءات فورية لإعادة كل من تم تجنيده من شركات إماراتية للقتال لصالح أبو ظبي في اليمن وليبيا.
وتفاعل آلاف السودانيين مع وسوم #امارات_الشر و#طرد_السفير_الاماراتي_من_السودان و#الامارات_تتاجر_بالشباب_السوداني.
وكانت أسر سودانية نظمت في وقت سابق الأحد، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإماراتية في العاصمة الخرطوم، احتجاجاً على تعاقدات شركة إماراتية، مع أبنائها وإرسالهم للقتال في اليمن وليبيا، بدلاً عن توظيفهم في الخدمات الأمنية بدولة الإمارات حسب العقود المبرمة.
وأفادت تقارير إعلامية أن العشرات من السودانيين، نظموا وقفة احتجاجية أمام سفارة الإمارات، ورفعوا لافتات مكتوب عليها، "لا للارتزاق"، "لا للدجل"، "لا للخداع".
وكانت شركة "بلاك شيلد" الإماراتية، قالت في بيان، إنها شركة حراسات أمنية خاصة، ونفت كافة "الادعاءات" المتعلقة بالخداع أو التمويه أو التضليل أو الإجبار لأي من العاملين لديها بخصوص طبيعة العمل أو نظامه أو موقعه أو العاملين لديها.
وطالبت أسرة سودانية، الجمعة الفائتة الحكومة الانتقالية بالتدخل لإعادة ابنها من الإمارات، بعد حجزه في معسكر تدريب لمدة 3 أشهر، عقب "خداعه" مع مجموعة أخرى للعمل في وظائف حراسات أمنية، حسب قولها.
ونقلت قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، عن عبدالله الطيب يوسف، شقيق أحد السودانيين بالإمارات قصة عشرات السودانيين ممن تعرضوا للخداع للعمل في وظائف حراسات أمنية، قبل أن يتفاجأوا بالدفع بهم في معسكرات تدريب لـ3 أشهر.
وأضاف عبدالله "أخبرني شقيقي أنه تم تدريبه في الإمارات على السلاح الثقيل، وتم تخييره بالسفر إما إلى ليبيا أو إلى اليمن، بعد عرض أموال مجزية عليه"، مطالباً بإعادة شقيقه إلى الخرطوم.
وقال الناشط أمجد البصيري في تسجيل صوتي نشره على صفحته في «فيسبوك» إن لديه معلومات مؤكدة وشهادات موثوقة بأن ما تم عبارة عن تجنيد لعمل عسكري، وإن التدريب ليس له علاقة بالحراسات الأمنية حيث يستمر ثلاثة أشهر وبعدها يتم وضع المتدرب أمام خيارين إما السفر إلى ليبيا أو اليمن.
وأضاف أن "المعسكر حتى الآن استوعب 12 دفعة 9 منها تم ترحيلها مباشرة من السودان بدون القيام بالإجراءات المتبعة في العادة مثل الكشف الطبي والأمني وشهادات الخدمة الوطنية".
ونقلت التقارير الإخبارية عن والد أحد الضحايا قوله "بعد سماع الروايات المتداولة، اتصلت مع ابني الذي سافر قبل شهور للعمل في الإمارات حارس أمن حسب الاتفاقات والعقود التي تمت مع وكالة أماندا وأكد لي ابني أنه حضر إليهم بعد انتهاء التدريب لواء في الجيش الإماراتي وطلب جمع كل التلفونات والهويات الموجودة معهم، وطالبهم بالصعود إلى باصات وحين سألوا إلى أين رفض أن يوضح، بالمقابل رفض ابني وحوالى 115 شخصا الذهاب بينما ذهب آخرون، وحسب علمي هم الآن محبوسون في معسكر منفصل ونطالب برجوعهم إلى السودان فوراً".
كما نُقل عن الفرزق دفع الله الذي وصفته التقارير بأنه "أحد الضحايا" قوله :
"تم حبسنا للتدريب داخل معسكر غياتي للتدريب العسكري على الحدود الإمارتية السعودية.
الوظائف طرحت من قبل شركة بلاك شيلد للخدمات الأمنية الإماراتية، عن طريق وكالة أماندا للسفر والسياحة".
ووفقاً للتقارير كان دفع الله ضمن 37 شخصاً تقدموا للوظيفة دون إجراء كشف طبي أو شهادة خدمة وطنية، وعند وصولهم لدولة الإمارات تم استقبالهم في المطار من قبل مندوبي بلاك شيلد الذين جمعوا الجوازات من الجميع، ومن ثم تم اصطحاب المتقدمين للوظيفة إلى معسكر غياتي، بعد أخذ هواتفهم.
وأضاف دفع الله، أن "إدارة المعسكر تتخذ تدابير صارمة جداً تتمثل بعدم السماح بالخروج من المعسكر مهما كانت الظروف وعدم الاتصال بالهاتف"، موضحاً أن البعض استسلم من الخوف والرهبة إثر التهديدات في حال رغبته في المغادرة .