أثارت عودة أكثر من 200 طفل تونسي من أبناء تنظيم "داعش" الإرهابي في كل من ليبيا وسوريا والعراق، ومعظمهم محتجزون في السجون مع أمهاتهم، إلى بلدهم مخاوف التونسيين من إمكانية تأثرهم بالفكر الإرهابي .
وكانت السلطات التونسية قد تسلمت الخميس الفائت، 6 اطفال أيتام من ذوي الجنسية التونسية تمت إعادتهم من ليبيا بعد إيوائهم من قبل الهلال الأحمر الليبي في مدينة مصراتة إثر الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي في عملية "البنيان المرصوص" في مدينة سرت سنة 2016.
وتولت لجنة مكونة من 6 وزارات هي الداخلية، والخارجية، والعدل، والمرأة والأسرة والطفولة، والصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية، مهمة التعرف على هوية هؤلاء والتثبت من أنهم من أباء تونسيين
.
وقال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبدالكبير، أن" 36 طفلا تونسيا من أبناء الدواعش ما يزالون عالقين في ليبيا، 15 منهم بقوا في مصراتة و21 في معيتيقة، بعضهم مصحوبون بأمهاتهم وعددهم عشرون، وآخرون يتامى، فيما يقبع آباء آخرين في السجون".
وأشار عبدالكبير إلى أن عودة هؤلاء الأطفال إلى تونس "ليس بالأمر الهين، فرفض أمهاتهم التنازل عنهم أسهم في تعقيد إجراءات عودتهم، والقانون الوطني والدولي يمنع انتزاع الطفل من حضن أمه".
منوها إلى أن "الليبيين متمسكين بمقاضاة أولياء الأطفال الدواعش في محاكمهم استنادا إلى أن جرائمهم ارتكبت على الأراضي الليبية".
ويطالب رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان بضرورة التعجيل في إعادة هؤلاء الأطفال إلى تونس من أجل تأطيرهم ماديا ومعنويا وإبعادهم عن دائرة الخطر.
مؤكدا أن "المرصد يعمل مع السلطات التونسية على البحث عن حلول ومخرج قانوني لاستعادة الأطفال التونسيين من خلال المطالبة مثلا بترحيل أوليائهم إلى تونس ومن ثمة تسجيلهم على ذمة قضاء الدولة المجاورة، فالاتفاقية الموقعة بين تونس وليبيا تسمح بتنفيذ المقاضاة المشتركة".
ووفقا لوكالة سبوتنيك، عودة الأطفال العالقين في ليبيا كان موضوع متابعة من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد الذي شدد خلال استقباله للأطفال الستة العائدين من ليبيا على ضرورة رعاية هذه الفئة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن رئيسة نقابة السجون والإصلاح ألفة العقاري قولها، إنه"من واجب تونس أن تحيط بهؤلاء الأطفال وتدمجهم ضمن مراكز مختصة تتضمن مختصين في مجال الطب النفسي والاجتماعي، من أجل إعادة تأهبلهم ذهنيا ومن ثمة إدماجهم مجددا في المجتمع".
وأضافت" لكن ما يخيفنا هو عودة هؤلاء الأطفال صحبة ذويهم وأمهاتهم اللاتي اخترن عن طواعية الانضمام إلى عناصر متطرفة وسمحن لأنفسهن أن تكن وسيلة لهو للدواعش وقبلن بجهاد النكاح".