أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن، مساء الإثنين إنه سيبدأ تسيير رحلات جوية لنقل المرضى من العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، للعلاج في الخارج ابتداء من فبراير المقبل.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان إن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستبدأ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في إطلاق جسر الإخلاء الجوي من اليمن إلى مصر والأردن.
وأضاف المالكي أن هذه الخطوة "تأتي ضمن الجهود الإنسانية والإغاثية والوقوف مع أبناء الشعب اليمني الشقيق بتخفيف معاناة الحالات المرضية والعلاجية وكذلك الأمراض المستعصية".
ووفقاً للبيان أطلق على الطائرات التي ستستخدَم في جسر الإخلاء الجوي "طائرات الرحمة".
من جانبها قالت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إنه سيتم تسيير رحلات مباشرة لنقل مرضى الحالات المستعصية من صنعاء إلى القاهرة وعمّان ابتداء من شهر فبراير المقبل.
وأفادت الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض والتابعة للحكومة "الشرعية" أن "هذه الخطوة الإنسانية تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين غير القادرين على تحمل مشقة السفر براً لمطارات الجمهورية الأخرى بعد رفض الحوثيين مبادرات الحكومة المتكررة لتشغيل مطار صنعاء للرحلات الداخلية".
وأعربت وزارة الخارجية عن الشكر لقيادة التحالف وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية لتعاونها في تحقيق هذه الغاية، مثمنة الجهود التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتسهيل تسيير هذه الرحلات.
وكانت جماعة أنصار الله (الحوثيين) أعلنت مساء الثلاثاء الفائت، أن أول رحلة جوية إنسانية ستغادر مطار صنعاء الدولي مطلع فبراير المقبل، وعزت عرقلة تسيير الجسر الطبي إلى "دوافع سياسية" من قبل التحالف العربي.
وقال رئيس اللجنة العليا للجسر الطبي الإنساني التابعة للحوثيين الدكتور مطهر درويش، إن "الرحلة الأولى يفترض أن تنطلق يوم 3 فبراير المقبل بحسب تأكيدات منظمة الصحة العالمية"، لكنه استدرك قائلاً "لا نستطيع التأكد من مدى التزام المنظمة بتنفيذ وعودها بالنسبة لموعد الرحلة الأولى ولكننا نحثهم على الالتزام نظراً لتفاقم حالات المرضى".
وأضاف درويش أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة أبلغت جماعته بأن "عدد المرضى الذين سيتم نقلهم في الرحلة الأولى هم 30 مريضاً و30 مرافقاً فقط"، بعد أن كان الاتفاق يتضمن 50 مريضاً و50 مرافقاً.
ومطار صنعاء مغلق منذ أغسطس 2016 أمام الرحلات الجوية، ولا يسمح التحالف الذي يتحكّم بحركة المطار إلا لطائرات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية باستخدامه.
ويضطر من يريد في المناطق الشمالية والغربية لليمن السفر إلى خارج اليمن، لقطع رحلة برية شاقة وخطرة تزيد مدتها عن 15 ساعة إلى مدينتي عدن أو سيئون بمحافظة حضرموت اللتان يتوفر في مطاريهما رحلات جوية محدودة إلى خارج اليمن.