اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بالتساهل مع جماعة الحوثيين (أنصار الله) وعدم الإيفاء بالتزاماتها.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية "الشرعية" راجح بادي، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نشرته اليوم الخميس، إن الأمم المتحدة لم تكتف بالسكوت والتغاضي عن انتهاكات الحوثيين، بل لم تسع لأخذ الصلاحيات التي منحت لها بحسب اتفاق الحديدة، والتي تخولها بالتفتيش والإشراف على المؤسسة العامة لموانئ البحر الأحمر اليمنية.
وأضاف "اتفاق الحديدة فعلاً في خطر شديد لسببين رئيسيين، الأول هو تعنت الحوثيين، والآخر تساهل الأمم المتحدة، خاصة المبعوث الأممي أمام هذا التعنت والتصلب الحوثي والخروقات الحوثية".
وتابع بادي قائلاً "لم يكن هناك دور فاعل للأمم المتحدة ولا موقف حازم تجاه كل هذه الخروقات، وبالتالي من الطبيعي أن يكون وضع اتفاق استكهولوم في خطر شديد".
والثلاثاء الماضي قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، في إفادته لمجلس الأمن الدولي، إن التقدم الذي أحرز خلال الأشهر الماضية لخفض العنف في البلاد والتوجه نحو عملية سياسية، بما في ذلك اتفاق الحديدة، يتعرض لـ"خطر شديد" بسبب التصعيد الأخير في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، ومحافظات الجوف، ومأرب، وصعدة، مطالباً الأطراف بالعودة إلى مسار السلام.
ومضى المتحدث الحكومي قائلاً: "للأسف حتى هذه اللحظة لم ينسحب الحوثي من الموانئ ولا تزال عناصره متواجدة فيها، المؤسف أن الأمم المتحدة لم تكتف بالسكوت وغض الطرف عن انتهاكات الحوثيين، بل إنها لم تقم حتى بالمطالبة أو السعي لأخذ الصلاحيات التي منحت لها في اتفاق الحديدة" حسب قوله.
وأشار إلى أن الاتفاق نص على أن يكون (للأمم المتحدة دور قيادي في دعم الإدارة وعمليات التفتيش في المؤسسة العامة لموانئ البحر الأحمر والتي تشمل موانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى)، ويشمل ذلك آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في هذه الموانئ الثلاثة.
وقال بادي إن "الأمم المتحدة لم تقم بهذا الدور القيادي، ولم يسهل الحوثيون عملها للقيام بالتفتيش، وما زال الميناء منفذاً للحوثيين لتهريب الأسلحة والممنوعات دون حسيب أو رقيب".
واستطرد مخاطباً المبعوث الأممي، "اتفاق الحديدة يتحدث عن تعزيز وجود الأمم المتحدة في مدينة الحديدة وموانئها، والسؤال هنا: ما الذي تم في هذا الشأن يا مارتن غريفيث؟ ومن هو المعرقل لتعزيز تواجد الأمم المتحدة؟ الموانئ والمدينة تحت سيطرة الحوثيين حتى هذه اللحظة، على الأقل سيد مارتن إذا كنت جاداً في تحديد المشكلة وإيجاد الحلول لم تكن لتكتفي بالتحذير من أن اتفاق الحديدة في خطر شديدة، بل تحديد من هو السبب في وصول الاتفاق إلى هذه الحالة، ومن الذي منع الأمم المتحدة وتعزيز وجودها في الحديدة وموانئها".