الأناضول التركية تستعرض أسباب سقوط الجوف اليمنية في أيدي الحوثيين

أنقرة (ديبريفر)
2020-03-03 | منذ 2 سنة

مسلحون حوثيون في مظاهرة بالعاصمة صنعاء

في تقرير لها بعنوان "كيف سقطت الجوف اليمنية في أيدي الحوثيين؟"، استعرضت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، اليوم الثلاثاء، الأسباب التي أدت إلى سقوط محافظة الجوف في أيدي جماعة الحوثيين، عقب معارك ضارية خلال الأيام الماضية.

وأشار التقرير إلى الأهمية الاستراتيجية لمحافظة الجوف المتاخمة لحدود السعودية والتي تشترك في حدود مفتوحة إلى الغرب مع محافظتي صعدة وعمران (الخاضعتين لسيطرة الحوثيين)، ما يعني أن استيلاء الجماعة عليها يعزز من حظوظها في تأمين معاقلها.

وقال التقرير إن "سيطرة الحوثيين على الجوف تدفع نحو تلاشي آمال الحكومة اليمنية، في استعادة صعدة، وعمران إضافة إلى العاصمة صنعاء، كما تشكل خطراً على محافظة مأرب المتاخمة للجوف من جهة الجنوب، والتي تنطلق منها عمليات القوات الحكومية ضد الحوثيين في منطقة الشمال".

وأضاف "لا تقتصر الأهمية الاستراتيجية على الأراضي اليمنية وحسب، إذ تشكل سيطرة الحوثيين على الجوف، خطراً على السعودية، التي تتشارك معها أكثر من 266 كليومترا من حدودها الجنوبية، مما يجعلها عرضة لاستهدافها من قبل الحوثيين بشكل أكبر."

ولفت التقرير إلى أن الحوثيين أبدوا ضغطاً عسكرياً بغية حسم المعركة ودخول الحزم من ثلاثة محاور رئيسية: الغيل والمتون (غرب)، وخب والشعف (شمال).

وحسب التقرير فإن الافتقار للحاضنة الشعبية للجيش اليمني في مديرية الغيل التي تسكنها قبائل من طبقة الأشراف (ترتبط مذهبيا مع جماعة الحوثي)، أحد أسباب حدوث اختراق الحوثيين الذي منحهم التوغل باتجاه الحزم.

وقالت الأناضول إن مواجهات مفاجئة اندلعت بين القوات الحكومية، ومسلحين من قبائل الأشراف (خلايا نائمة) في مركز مديرية الغيل.

وأشار التقرير إلى تصريحات مصدر عسكري في المنطقة السادسة (محور الجوف يقع في نطاق عملياتها) السبت الماضي، التي قال فيها إن خلايا وصفها بـ "التخريبية"، حاولت الاعتداء على نقاط عسكرية وأمنية، والقيام بأعمال فوضوية للإخلال بالأمن داخل مديرية الغيل.

وأضاف المصدر لموقع "سبتمبر نت" (تابع للقوات الحكومية) أن "الجيش يفرض حصارا على أماكن تواجد هذه الخلايا تمهيدا للقضاء عليها".

غير أن ذلك التحرك تزامن مع هجوم واسع على المديرية من الحوثيين المتواجدين على أطرافها استمر حتى وقت متأخر من ليل السبت، وانتهى بسقوط الغيل في قبضة جماعة الحوثي.

وحسب التقرير فقد استغل الحوثيون المعنويات المنهارة وحالة الارتباك السائدة لوحدات الجيش، لمواصلة الضغط والهجوم على الحزم، ما دفع القوات الحكومية إلى الانسحاب نحو منطقة خب والشعف، المتاخمة لمركز الجوف.

ونقل تقرير الأناضول عن سفير اليمن لدى اليونيسكو محمد جميح، قوله إن سقوط الحزم، في أيدي الحوثيين "انعكاس طبيعي"، لبقاء القيادات السياسية والعسكرية خارج الوطن، وانشغال المكونة الداعمة للحكومة الشرعية بالمكايدات والمعارك الجانبية، إضافة إلى الكشوفات الوهمية داخل الجيش.

وقال الصحفي والمحلل السياسي اليمني عبد العزيز المجيدي، إن سقوط الجوف، وما سبق هذا الحدث من إيقاف لمرتبات القوات الحكومية يشير إلى "مخطط" لتصفية "الشرعية" في أماكن نفوذها.

واعتبر المجيدي أن التعيينات العسكرية الجديدة في رئاسة هيئة الأركان اليمنية، تأتي تحضيرا "لطاولة تسوية" ستمنح للحوثي وتركة صالح (النظام السابق) الكلمة الأولى في الشمال اليمني، حسب تعبيره.

فيما حمل مصدر عسكري يمني التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية "سقوط الحزم"، مشيراً إلى أن التحالف نفذ عشرات الغارات في الجوف، لكن ذلك حدث دون "تنسيق كبير مع الجيش".

وقال إن "ضعف التنسيق جعل الغارات عاجزة عن التأثير في مسار المعركة على الأرض، وهو ما منح الحوثيين فرص التقدم والسيطرة على الحزم".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet