تناولت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لاستعادة منطقة اليتمة بمحافظة الجوف شمالي اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثيين عليها قبل عدة أيام.
وقالت الأناضول في تقرير تحليلي نشرته اليوم الخميس، بعنوان "عملية الجوف اليمنية الخاطفة.. تحرير أم دفاع عن حدود السعودية؟"، إنه "بعد ساعات قليلة من سقوط اليتمة الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي للسعودية في أيدي الحوثيين، نجحت قوات عسكرية يمنية، مسنودة بالمئات من المسلحين القبليين، وبمشاركة واسعة لمقاتلات التحالف العربي، من استعادة المنطقة ودحر الحوثيين".
ووفقاً للتقرير عزا مصدر عسكري في المنطقة السادسة بالجوف، استعادة القوات الحكومية زمام المبادرة شمال شرق الجوف، إلى "الأسلحة التي تدفقت من السعودية والغارات المركزة على تجمعات الحوثيين في مناطق متفرقة من مديرية خب والشغف المحاذية للسعودية والتي تقع اليتمة في نطاقها".
وأضاف المصدر "أن مقاتلات التحالف مهدت للعملية في منطقة اليتمة بنحو 15 غارة جوية مركزة ومتلاحقة على طلائع المسلحين الحوثيين، الأمر الذي سهل عملية استعادتها في غضون ساعات".
وأشار التقرير إلى أن "العملية لاقت تأييداً على نطاق واسع من اليمنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ممن عبروا عن مساندتهم للجيش، في محاولة للخروج من حالة الصدمة بعد الانتكاسة التي تعرضت لها القوات الحكومية بخسارتها مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، إضافة إلى مساحات واسعة من مديرية نهم التي تعرف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء".
وتابع التقرير "وفي زحمة الفرحة لمؤيدي الحكومة الشرعية بالتقدم المحرز شمال محافظة الجوف، تضاءلت فرص السؤال عن السبب الذي يجعل التحالف بقيادة السعودية يحجم عن القيام بعملية مماثلة لاستعادة فرضة نهم التابعة لمحافظة صنعاء، والتي سقطت في يد جماعة الحوثيين أواخر يناير الماضي".
وتطرقت الأناضول إلى الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها مديرية نهم في موازين المعادلة العسكرية، والتي تفوق بأضعاف أهمية مناطق اليتمة في الجوف بالنسبة للحكومة اليمنية، مشيرة إلى أن عملية استعادتها تتصل بجوهر الأهداف والغايات الكبرى للمعركة التي تخوضها الحكومة ضد جماعة الحوثيين.
وأوضح التقرير أن "مديرية نهم إضافة لكونها نافذة الجيش اليمني للزحف نحو صنعاء، واستعادتها من جماعة الحوثي؛ فهي أيضاً تمثل خط الدفاع الأول عن معاقل الحكومة الشرعية في محافظتي مأرب والجوف، وبخسارتها أواخر يناير الماضي ، تلقت الحكومة المعترف بها دوليا واحدة من أقوى الضربات منذ اندلاع النزاع مطلع 2015".
وأشار إلى أن القوات الحكومية تصرف النظر عن التقدم واستعادة المزيد من الأرض، والاكتفاء بوضعية "الدفاع" لصد هجمات المسلحين الحوثيين نتيجة شحّ الإمكانات والنقص الحاد في العتاد العسكري، في معظم جبهات القتال في محافظات تعز والضالع والبيضاء ومأرب والتي تعيش، منذ نحو عامين، حالة من الجمود.
واعتبر التقرير أن "هذه المعطيات تضاعف من الشكوك حول الغاية من التحالف، مثلما توسع القناعة في الأوساط اليمنية بوجود أجندات ظلت تقف حائلا دون استعادة المناطق والمدن اليمنية من أيدي الحوثيين".
وأردف التقرير "بإطالة أمد الحرب، وتجميد معظم جبهات القتال في البلاد، بدأ اليمنيون يطرحون الأسئلة حول الغاية من عدم حسم المعركة مع جماعة الحوثيين التي تسيطر على صنعاء ومراكز الثقل البشري شمالي اليمن".
ورأى التقرير أن "انقلاب عدن الذي دبرته الإمارات على الحكومة، مطلع أغسطس الماضي، وسقوط مناطق ذات أهمية استراتيجية شمال وشرق اليمن (فرضة نهم، والحزم عاصمة الجوف) في يد جماعة الحوثي، دفع إلى السطح اتهامات للتحالف العربي، ظلت حبيسة الغرف المغلقة".
وقال التقرير إن "اتهامات بالانحراف عن مهمته الأساسية في دحر الحوثيين واستعادة الدولة اليمنية، نحو استراتيجية تضع "الدفاع عن حدود السعودية" في أعلى هرم أولوياتها، إضافة لبروز أطماع اقتصادية وسياسية لدول التحالف، تكشفت أكثر من خلال الدور الإماراتي جنوب اليمن وغربه".