تخلت عن مسؤوليتها في اليمن، وإن السعودية والإمارات حولتا طبيعة عمل وكالات الإغاثة الدولية، إلى مؤسسات تساهم في إطالة أمد الحرب هناك.
وأضاف المركز في تقريره الشهري الصادر الخميس، أن "السعودية والإمارات استغلتا كونهما أكبر المساهمين في جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، بالادعاء بإنقاذ أرواح اليمنيين، بينما تدمران اقتصاد البلاد وبنيته التحتية".
وأوضح أن "توفير أموال الإغاثة يسمح للسعودية والإمارات، كطرف مباشر في الصراع، بالاستمرار في تغذيته، سعيا وراء تحقيق غاياتهما المرجوة منه" حسب تعبيره.
واتهم تقرير المركز السعودية والإمارات بتوظيف المساعدات الإنسانية في الحرب.
وقال التقرير إن الأمم المتحدة تخلت عن مسؤوليتها في اليمن، لافتاً إلى أن جماعة الحوثيين (أنصار الله) طوقت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإحكام، وأمست جهود الإغاثة، التي بلغت كلفتها حوالي 4 مليارات دولار عام 2019، مصدرا رئيسيا لدخل الجماعة.
وذكر التقرير أن الوكالات والمنظمات الدولية تنازلت عن مبادئها الموجهة لجهود العمل الإنساني، لمحاولة تأمين الوصول إلى المحتاجين بإرضاء سلطات الحوثيين، ما ساهم في نهاية المطاف بتوفير مصادر دخل الجماعة.
ونقل التقرير عن عاملين في المجال الإنساني قولهم، إنه فور وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الحوثيين، فإنهم يفرضون أوامرهم في كيفية تخزين ونقل المعونات، وأين ومتى، وعلى من توزع.
وأشار التقرير إلى أن محاولات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية لتلقي المساعدات ومراقبة توزيعها وجمع البيانات الأساسية لتقييم احتياجات السكان، أصبحت مستحيلة تقريبا.
وأفاد أن عجز الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين بعدم التدخل، دفع المانحين ومنهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى التهديد علنا بسحب التمويل، مشيراً إلى أنه في حال جرى ذلك فإنه سيضغط بشكل كبير على قيمة العملة المحلية، إذ تعد المساعدات الخارجية مصدرا رئيسيا للعملات الأجنبية في البلاد.
و"صنعاء للدراسات"، "مركز أبحاث مستقل مقره في العاصمة اليمنية، مغلق، ولديه مركز إقليمي في بيروت.